El tacaño Salomón, de Benito Pérez Galdós, traducido al árabe


Título en árabe: «البخيل سالومون»
المؤلف: مجهول

البخيل سالومون[1]

(انتظروا أيها البؤساء)

مسرحية من فصلين

تم عرضها على مسرح لارا بمدريد في ليلة الاثنين من فبراير لعام 1916

الفصل الأول

صالة متواضعة نجد فيها ورشة بيليجرين للنقش على المعادن ومائدة عليها أدوات الحرفة، وبجانب المائدة كنبه من القش ومقعدين. كل الأثاث مُستعمل، و على الحوائط توجد بعض اللوحات، كذلك توجد أبواب على اليمين وعلى اليسار يُقصد هُنا بيمين ويسار المتفرج.

المشهد الأول

بيليجرين، بيلين وكروثيتا. بيليجرين هو رجل في الخمسين من عمره، تبدو عليه علامات الشيخوخة نظراً لحياته المليئة بالعمل دون ثمرة ملموسة. أما بيلين فهي زوجته، التي شاخت قبل الأوان بسبب كثرة العمل والفقر. كروثيتا هي الابنة الصغرى لهذه الأسرة وهى فتاة ذات سبعة عشر ربيعاً، نشيطة ويقظة. ملابسها وتسريحتها تعكس مرحلتها العمرية الانتقالية بين المراهقة والنضوج. عندما يرفع الستار، نجد بيليجرين وقد نام من كثرة الإرهاق نتيجة للعمل المتواصل وهو يرتدى بلوزة طويلة.

بيلين:  (مُمسكة بكتف زوجها لكي تُوقظه) بيليجرين… بيليجرين.

بيليجرين : (دون أن يفتح عينيه، محاولا التغلب على الكسل ومستيقظا) ماذا …؟

بيلين : قد أتى أحداً لزيارتك .

كروثيتا : زيارة . يا أبى . (وهى ترتب الأشياء الموجودة على المنضدة).

بيليجرين : أهو دوناتو؟ أأحضر لي نقوداً؟

بيلين : ليس دوناتو. إنه ُرَجُل يُسمى سلمون.

كروثيتا : (بحيوية) لم يقل سلمون، بل سالومون…لو…مون.

بيلين : آه يا أبنتي، يا لحاسة سمعك! نعم ، سالومون (سالومون).

بيليجرين : (يستيقظ وهو ممتلئ بالإثارة) سالومون !

بيلين : إنه رجل قد أتى من القارة الأمريكية.

بيليجرين : (وهو يستفيق) من بوينوس أيريس؟ وهل يا ترى يحمل لي أخباراً من أخي خاكوبو؟

كروثيتا : نعم، لقد قال شيئا ما عن العم خاكوبو.

بيليجرين : قد يكون قد أحضر لي مساعدة من أخي، فهو غنى جداً… سالومون! لكن، ألا تذكرين خوسيه سالومون، ابن عم دوناتو ؟

بيلين : نعم، ذلك الذي ذهب إلى بوينوس أيريس منذ عامين أو ثلاثة .

كروثيتا : أأخبره أن يدخل ؟

بيليجرين : نعم، نعم ، وأن يعذرنا على تركه كثيراً و… هيا يا بنيتي اركضي واحضريه على الفور. (تذهب كروثيتا،بينما يعانق بيليجرين زوجته وهو في قمة الإثارة) عانقيني يا بيلين! إن قلبي يحدثني ، أن اليوم سيكون يوماً مباركاً بالنسبة لنا. أخي خاكوبو.

بيلين : ابتعد، ابتعد؛ أنت دائماً تعيش في الأوهام، لننتظر ونرى.

المشهد الثاني

بيليجرين، بيلين وسالومون الذي يدخل من جهة اليسار تسبقه كروثيتا.

سالومون : (بجفاف) مرحبا، بيليجرين ! (بلكنة أرجنتينية مميزة) كيف حالك؟

بيليجرين : (راغباً في معانقته، إلا أن سالومون يبقى متخشبا دون حراك) أعذرني لأنني قد جعلتك تنتظر، تفضل بالجلوس يا صديقي.

سالومون : لقد أخبرتني زوجتك أنك كنت نائماً.

بيليجرين : نعم يا بُني، فأنا انهزم أمام الإرهاق.

بيلين : أنه يعمل كثيرا صباحا ومساء في ظل هذه العبودية !

بيليجرين : متى وصلت يا سيدي؟

سالومون : ليلة أمس.

بيلين : كروثيتا، فلتذهبي لتشترى الأرز وفى طريقك اشترى الخل. قولي لصاحب الدكان انك ستدفعين له لاحقا (تذهب كروثيتا).

بيليجرين : من المؤكد أنك مُتعب جداً من الرحلة الطويلة ؟

سالومون : أنا لا أتعب، فأنا شديد الصلابة.

بيلين : لقد قضيت هناك ثلاث سنوات، أليس كذلك؟

سالومون : وأكثر قليلاً.

بيليجرين : من المؤكد أنك قد عُدت غنيا ، فثلاث سنوات في القارة الأمريكية ليست بالشيء القليل.

سالومون : لقد ذهبت فقيرا وها أنا أعود في حال متواضعة.

بيليجرين : (نافذ الصبر) وماذا تعرف عن أخي خاكوبو؟

سالومون : إنه عجوز، ومريض ومُفلس (بيليجرين وبيلين ينظران إلى بعضهما البعض بذهول). كل ما ربحه من عمله في الأحراش قد خسره في أعمال سيئة.

بيليجرين : يا لخاكوبو المسكين !

بيلين : (بدون مبالاة) لا يجب أن تشعر بالحزن من أجله. فلا يتوجب علينا أن نشكره على شيء. فليتحلى بالصبر، وإذا لم يفعل، فسنرسل له حوالة جيدة مما يفيض عن حاجتنا.

بيليجرين : (منفطر القلب) إذاً طبقاً لهذا ، يا سيد سالومون، فأنه لم يُرسل لنا أي شي؟

سالومون : سلاماته وتحياته. كل ما غير ذلك فهو يحتاجه لنفسه، وكيف حالك أنت؟ أتعمل كثيرا في النقش على المعادن ؟ (وهو ينظر إلى الكم الموجود على المنضدة) فأنا أرى الأدوات.

بيليجرين : آه وآه من العمل! …. أعتقد أنني قد وُلدت والأزميل في يدي، وأنني لن أتركه حتى وأنا أموت.

بيلين : المسكين، مع هذا الكم من العمل وما يتطلبه من دقة، إنه يفقد بصره تدريجيا.

سالومون : ولكن، من المؤكد أنك تكسب الكثير، أليس كذلك؟

بيليجرين : ماذا ! أكسب ما يجعلني أعيش بصعوبة، بالكاد أستطيع أن أغطى نفقات أسرتي.

سالومون : وهل عائلتك هي الأشخاص الذين عرفتهم بالفعل حتى الآن ؟

بيلين : نعم هي ذاتها بالإضافة إلى ابنتنا نتاليا.

سالومون : نعم، تلك التي تزوجت من أحد صبيان مقاول البناء… وابنتكم الأخرى هي تلك التي فتحت لي الباب.

بيلين : كروثيتا.

سالومون : ويا لها من ذكية، ويا لحيويتها! أنا أعتقد أنها تعرفت علىّ (وهو يهم بالوقوف).

بيلين : لا يخفى عليها خافية.

بيليجرين : وفى أي نُزُلٍ ُتقيم؟

سالومون : في أحد الفنادق المتواضعة وهو قريب جداً من هُنا. لا أتذكر اسمه، ولكنني أرغب في أن أقيم في مكان رخيص يتناسب مع ضيق ذات يدي.

بيليجرين : يا للعجب! أن يأتي شخصاً من القارة الأمريكية وهو محدود الموارد فارغ الجيوب.

بيلين : (بحيوية) اسمع يا سيد سالومون، إذا كنت تريد أن تعيش في مكان اقتصادي..

سالومون : أعرف ما تُريدين أن تقوليه لي يا سيدتي. لقد رأيت على الباب لافتة تقول «غرفة للإيجار لرجل أعزب بالخدمة أو بدونها» وهذا الرجل الأعزب سيكون أنا، إذا قبلتموني.

بيلين : نعم، نعم، مع كل الترحاب. هل تريد أن ترى الغرفة ؟ إنها مستقلة ويدخلها الضوء يا سيدي.

سالومون : ليست بي حاجة لأن أراها، سأُجِرَها وهكذا سأنعم هنا بحياة عائلية. سأذهب لأحضر أغراضي ، وسأعود فوراً (يدق جرس الباب).

بيليجرين : لابد من أنه دوناتو، قد أتى ليحضر لنا… (تعدو بيلين لتفتح الباب).

سالومون : دوناتو رويث، الصائغ؟ ابن عمى .

بيليجرين : نعم، هو من يُسند إلى الكثير من العمل.

المشهد الثالث

بيليجرين ، سالومون ، بيلين، كروثيتا و دوناتو، ذو الأربعين عاما والمرتدي ملابس متواضعة.

دوناتو : (يتوجه نحو سالومون بأذرعه المفتوحة منذ دخوله من الباب) يا للمفاجأة ! وهذه الفتاة الصغيرة (مُشيراً إلى كروثيتا) قد أخبرتني إنك هنا.

سالومون : (وهو يعانقه) لقد وصلت إلى مدريد مساء الأمس.

بيلين : (موجهة كلامها لكروثيتا) أعطيني الأشياء (تأخذ اللفافات التي أحضرتها كروثيتا من الدكان) اذهبي إلى المطبخ و أوقدي النار، سألحق بك الآن (تذهب كروثيتا من جهة اليمين).

دوناتو : هل ستبقى في مدريد لمدة طويلة ؟ وأين تسكن ؟

سالومون : هنا

بيلين : سيؤجر الغرفة التي أعلنا عنها.

دوناتو : (مندهشاً) ولكن اشرح لي…

سالومون : سنتحدث لاحقاً. سأذهب الآن لكي احضر أمتعتي التي تركتها في النُزُل، هُناك على ناصية الشارع (يذهب من جهة اليسار).

المشهد الرابع

بيليجرين، دوناتو وبيلين.

دوناتو : لا أستطيع أن أفيق من اندهاشي! ماذا حدث، أيأتي فقيراً من أمريكا؟

بيلين : أكيد أنه فقير، لأنه سيؤجر منا الغرفة..

دوناتو : يا تُرى أهو فقر أم بُخل؟ هل سيؤجر الغرفة بالخدمة أم بدونها؟

بيلين : لم يتحدث معنا بعد عن الطعام عندما يعود سنسأله.

دوناتو : على كل حال، فأن ذلك سيكون شيئاً جيداً لكم، فما أعرفه عنه أنه رجل صادق في معاملاته.

بيلين : أما أنا، فلا أستطيع أن أحكم حتى أرى صدقه…

دوناتو : ولكن ذلك غريب جداً… الآن تذكرت… لقد أخبرني أحد أن ابن عمى هذا في الثلاث سنوات التي قضاها في بوينوس ايريس قد عمل كثيراً…

بيلين : في أي مجال ؟

بيليجرين : في التجارة، أم في المصارف ؟

دوناتو : ليس في أي شي من هذا. في الشرطة لقد ظل لوقت طويل في خدمة الرئيس شخصيا، والآن أن أجده هنا فجأة يجعلني أظن أنه قد أتى لمدريد في مهمة بوليسية.

بيليجرين : مهمة بوليسية؟ آه، أجل.

بيلين : ربما أتى، كما يُقال في هذه الأحوال، لمطاردة أحد المجرمين الذين هربوا من ذلك البلد.

بيليجرين : ربما. مدريد تمثل مخبأ أمناً للمجرمين… ولكن كل هذا لا يهمنا في شي. لنتحدث عما يخصنا : دوناتو، هل أتيت لكي تدفع لي حسابي؟

دوناتو : نعم (يُخرج من جيبه حساب بيليجرين) اليوم أحضرت لكم نقود تكفى لطعام بعض الأيام.

بيلين : هيا يا دوناتو . فنحن نعانى من الصوم الإجباري .

دوناتو : (يقرأ ورقة الحساب) نظيراً لما قمت به من أعمال لحسابي منذ أول الشهر الجاري وحتى…

بيليجرين : فلتترك التفاصيل ولتخبرني بالمجموع النهائي.

دوناتو : 478 بيزيتا و 17 سنت (يخرج من جيبه مجموعة من الأوراق النقدية والعملات الفضية ذات القيم المختلفة ويضعها فوق المنضدة).

بيليجرين : (وهو يفرد النقود) هيا، هيا.

بيلين : أعطني  إياه ، فيجب على أن أسد به العديد من الفراغات : المنزل… والدكان.. وصانع الأحذية.

المشهد الخامس

نفس الأشخاص و سالومون.

سالومون : (داخلاً) ها هي ذي حقائبي .

بيلين : إذاً، فلترافقني يا سيدي لكي تتسلم حجرتك.

سالومون : لست في عجلة من أمري (ملاحظاً باهتمام المنضدة التي قد قسم عليها بيليجرين نقوده) حسناً، يا صديقي بيليجرين، يبدو أننا قد أصبحنا أغنياء.

بيليجرين : حتى الفقر به ساعات من الغبطة. لقد أحضر لي دوناتو مبلغا من المال نظير عملي.

بيلين : وبمجرد قبضها يجب علينا أن نعطى لهذا وذاك.

سالومون : هل تريد أن تسمع حكمة يجب أن تتبعها بحذافيرها؟

بيليجرين : بما أنها أحد حكم سليمان الحكيم[2] فمن المؤكد أنها الصواب بعينه.

سالومون : (بنبرة تأكيد ) الحكمة هي : » أقبض ولا تدفع، فكلنا هالكون».

بيلين : يا سيدي، لا ُتخبر زوجي المسكين هذا بأمثال سليمانية، فسوف يقوم بعكسها تماماً ويقول لك : «أنا أدفع وأموت من الجوع».

دوناتو : إن بيليجرين غاية في السخاء بحيث يقلقه تواجد النقود في جيوبه.

سالومون : لا يجب أن تكون هكذا يا صديقي بيليجرين ، لا تجعل النقود تتعرض للهواء، قم بتدفئتها ولمسها بحنو، فلتكن حريصاً ولا تهتم بأن ينعتوك بالبخيل، فالغَنِي له اللمعان والرونق والفقير له البُخل.

المشهد السادس

نفس الأشخاص ونتاليا التي تدخل من جهة اليسار

نتاليا : (تنظر بتلذذ للنقود الموجودة على المائدة) لقد جئت في الوقت المناسب لقد أتيت لأخذ نصيبي.

بيلين : (تُقدمها لسالومون) ابنتي نتاليا.

سالومون : لقد تعرفت عليها بالفعل.

نتاليا : لقد قالت لي أختي الصغيرة أنك هنا يا سيدي وأنك ستنزل علينا ضيفاً.

سالومون : نعم هذا صحيح. إنني سعيد جداً لرؤيتك يا نتاليا. أتذكر أنك قد تزوجت قبل أن أسافر لأمريكا بأيام قليلة.

نتاليا : فعلاً.

سالومون : وهل تعيشين مع والديك ؟

نتاليا : لا يا سيدي، أعيش مع زوجي وابناي الصغيران في الدور الثاني من هذا المنزل.

سالومون: سيكون من دواعي سروري أن أحييي زوجك في وقت لاحق. والآن، يا سيدة بيلين، فلترافقينني إلى حيث غرفتي فأنا أريد أن أبدل ملابسي.

بيلين : هيا بنا . فلنذهب (تذهب مع سالومون)

المشهد السابع

دوناتو ونتاليا وبيليجرين وبعد ذلك بيلين وكروثيتا.

نتاليا : وهل هذا السيد سيكون مناسباً بالنسبة لكم كمستأجر ؟

بيليجرين : نعم أنا أظن هذا.

نتاليا : وهل حددتم ما سيدفعه لكم؟

دوناتو : على كل حال، لقد أسديت لك نصيحة جيدة يا بيليجرين. لا يجب أن تكون شديد الكرم، يجب أن تحافظ على مالك، ولا تهتم كثيرا بالآخرين، يجب أن تهتم بنفسك أولاً وقبل أي أحد أخر.

بيليجرين : لقد فهمت. ولكن كل إنسان هو كما خلقه الله.

دوناتو : ورجوعا إلى ما يتعلق بابن عمى سالومون، فيبدو لي أنه قد أتى لمدريد في مهمة غامضة. لقد قرأت في أحد الصحف أنه قد تم سرقة أحد عقود اللؤلؤ ذو القيمة العالية جداً في بوينوس أيريس.

نتاليا : عُقد من اللؤلؤ ؟ كم سيكون جميلاً!

دوناتو : وأن الشكوك تحوم حول شخص اسباني الجنسية قد توجه إلى اسبانيا عن طريق البحر في تاريخ غير معلوم .

بيليجرين : ليس لنا أي علاقة بكل ذلك.

بيلين : (داخلة) لقد مكث في غرفته ليغسل وجهه.

نتاليا : ها نحن قد أصبحنا بمفردنا . لنرى كم ستعطيني من المال يا أبى؟

بيليجرين : كم تحتاجين ؟

نتاليا : حتى هذه اللحظة 30 بيزيتا.

بيلين : رويدا، رويدا، يجب أن نعتني أولا بالتزامات أخرى.

نتاليا : كل تلك الالتزامات لدى مثلها بالإضافة إلى التزام الطبيب والصيدلة.

دوناتو : ولكن، أليس زوجك بخير الآن؟

نتاليا : إنه مُنهك من جراء التيفود الذي شارف بحياته على الموت، وأنا الآن أعطيه مقويات ومنشطات.

بيليجرين : نعم، نعم يا ابنتي ، يجب أن تتأكدي من تمام شفاء، زوجك الفريدو حتى يُكمل دراسته ويحصل على شهادته

نتاليا : إن ما أطلبه منك يا أبى هو من أجل الدواء، ولكن فيما يتعلق بالكتب والدراسة فسيكون لنا حديث عن هذا فيما بعد.

بيلين : اطلبي فقط لإطعام الفم، فنحن هنا لسنا في البذخ الذي يسمح لنا بالإنفاق على مؤهلات دراسية لأشخاص من واجبهم أن يعملوا الآن.

نتاليا : لكنك تعرفين يا أمي أنه قد بقى لألفريدو عاما واحد فقط لينهى دراسته كمساعد في الأعمال العامة وانه لا يضيع وقته سدى. فهو يمضى اليوم كله يرسم.

بيلين : نحن نعرف جيداً أنه رسام ماهر.

نتاليا : آه لو رأيتم التصميمات التي قام بها للمنازل المنخفضة التكاليف، للقصور والكاتدرائيات، ستصابون بالزهو!

 بيليجرين : سنتحدث فيما بعد عن دراسة ألفريدو. لدى ثقة في أن الله سيعطيننا ما يكفي لسداد كل شي. حتى هذا الوقت سأعطيك يا ابنتي الـ 40 بيزيتا التي طلبتها  (وهو يهم بأخذ المال)

بيلين:  (مشتعلة الغضب، تقاطع حركته) هاه ! إياك! هي لم تطلب سوى 30 بيزيتا وستعطيها 40 (تدخل كروثيتا)

كروثيتا : أمي، من فضلك أعطيني نقود للمشتريات ؟

بيلين : أولاً اذهبي في جولة في أرجاء المنزل لتعرفي ماذا يفعل مستأجر الغرفة.

كروثيتا : السيد سالومون دخل إلى المطبخ وكشف الغطاء عن الآنية ليرى ما بداخلها وقال : «يا للمعاملة الحسنة التي يعامل بها هؤلاء القوم أنفسهم!» بعد ذلك دخل إلى غرفة الخز ين، وعندما رأى زجاجتي نبيذ أحدهما ممتلئة والأخرى فارغة قال : «هذا النبيذ باهظ الثمن» بعد ذلك نظر إلى فخذ الخنزير المقدد وقطعة من الجبن وقال : «يا للحياة الرغدة التي تعيشونها يا صبية ! (مُقلدة للكنته الأرجنتينية).

بيلين : وهل يسمى هذا بالرغد هذا الرجل؟ يا له من فضولي ومتطفل !

بيليجرين : إن سالومون رجل شديد الملاحظة ومما قاله لنا فهو دائما يتولى الاقتصاد المنزلي.

بيلين : صمتاً، فها هو قد أتى.

المشهد الثامن

نفس الأشخاص وسالومون

سالومون : (بنبرة استبدادية) يا صديقي بيليجرين، خلال الوقت القصير الذي قضيته في منزلك، استعطت أن ألاحظ أن مصروفاتك لا تتناسب مع ما يُدره عليك عملك.

بيلين : وما أدراك أنت يا سيدي؟

سالومون : منذ لحظة وأنا أمر بجانب هذا الباب، قد سمعت بدون قصد أنك أعطيت لأبنتك نقودا أكثر من التي طلبتها منك.

بيليجرين : (مرتبكا) في الواقع أن (الكل ينظر بعضهم إلى بعض بذهول).

نتاليا : ولكن، أأنت الذي تأمر وتنهى في هذا البيت يا سيد سالومون؟

سالومون : أنا لا أمر، أنا أقترح وأنصح بالإدارة الجيدة.

دوناتو : وهذا شي جيد.

سالومون : يا سيد بيليجرين، إذا لم تقم بإدارة مصالحك جيدا فأن الإفلاس والضياع ينتظرانك.

بيلين : (بمرارة) نحن ندير جيداً أمورنا يا سيدي، وإذا كنت تريد مثالا للإدارة الجيدة فاسمع : كم ستدفع لنا ثمنا لاستضافتك وللطعام؟

سالومون : هكذا يعجبني . لقد قلت لي 4 بيزيتات يا سيدتي.

نتاليا : ذلك يبدو لي قليلاً.

بيليجرين : اصمتي أنت.

سالومون : 4 بيزيتات بدون أي طلبات إضافية، سأكل معكم كأسرة واحدة، وإذا أردت شيئاً إضافياً سأدفعه على حدة.

بيليجرين : وأنا موافق. في هذا الشأن .

دوناتو : إذا لا يوجد شيئا آخر للتحدث عنه.

بيلين : لكن بما أننا محدودي الدخل، ولا يوجد لدينا سوى القليل الذي يكسبه زوجي المسكين، فنطلب منك أن تدفع إيجار الأسبوع مقدماً.

دوناتو : اعتقد أنك ستوافق على هذا.

سالومون : بكل سرور. ولكن إذا رأيت في هذا المنزل أي مظهر من مظاهر الإهدار أو البذخ غير الملائم لفقركم أو التبذير أو الإحسان الزائد عن الحدود… الخ فإنني سأرحل ولتؤجروا الغرفة حينئذ لأحد الأفاقين الذي سيأكل طعامكم ويهرب دون أن يدفع لكم الإيجار. اليوم سأدفع إيجار الأسبوع الأول مقدما، ولكن ستعطيني إيصالا بالمبلغ الذي دفعته لكم نظير الإيجار

بيليجرين : حسنا جدا.

سالومون : قم بتسجيل المبالغ المالية التي ترد إليك والتي تصرفها في أحد الدفاتر يا سيدي.

بيلين : حسنا، حسناً.

سالومون : وأيضا يجب أن تخصص حسابا مفصلا ودقيقا لما تتلقاه نظير عملك كنحات على المعادن.

دوناتو : ذلك الحساب أقوم أنا بالإشراف عليه.

نتاليا : (بتهكم) أكمل الشروط.

سالومون : عندما ينعدم التوفير، الدقة والمتابعة المستمرة للدخول والمصروفات تحدث الفاجعة ويصبح الإفلاس حتمياً يا سيدة بيلين : من فضلك اكتبي لي إيصال دفع الأسبوع الإيجار مقدما وأضيفي إليه بيزيتا.

نتاليا : ماذا، أهو بقشيش؟

سالومون : ألا تبقى وجودي منحصراً على مساحة الغرفة المحدودة، بل أن أستطيع أن أتجول في المنزل بحرية، بما في ذلك الغرف التي تحتفظون فيها بالصناديق والكراكيب القديمة،… الخ…الخ.

بيليجرين : بما أنه لا توجد أسرار هنا ، فلتفتش حيثما شئت يا سيدي.

بيلين : هيا يا سيد سالومون ، سأجعلك ترى ما لم تراه بعد من هذا المنزل المتواضع.

سالومون : فلنذهب (سالومون وبيلين يذهبان من ناحية اليمين).

المشهد التاسع

بيليجرين، دوناتو، نتاليا وكروثيتا

بيليجرين : ما هو رأيك في ابن عمك سالومون يا دوناتو؟

دوناتو : أنه رجل مستقيم جدا ولكنه مُبالغ بعض الشي.

نتاليا : لا أتدخل في استقامته على الإطلاق، أما مبالغته فهي واضحة جداً، ولكن هناك شي في هذا الرجل لا أفهمه، فهو يتدخل في كل شي.

دوناتو : أنني متأكد من أن ابن عمى قد جاء إلى مدريد لضبط وإحضار سارق عقد اللؤلؤ من بوينوس أيريس.

نتاليا : إذا لم يكن عقد الثوم الموجود في مخزن الطعام.

كروثيتا : فلتستعدى يا نتاليا، فسالومون سيفتش منزلك بأكمله.

نتاليا : فليفتشه ، سيجد كنزاً.. من أوراق الـرهنيات.

بيليجرين : وأنت يا دوناتو، لن تنجو من تفتيشه لمحل مجوهراتك.

دوناتو : لقد كنت أفكر في هذا. سيرغب في معرفة إذا ما كانت لدي عقود من اللؤلؤ، وإذا  ما كنت اعرف عن عملية بيع تمت في مدريد.

بيليجرين : إنكم أبناء عمومة، فلتسأله…

نتاليا : بمهارة، وحاول أن تتعرف على نواياه.

دوناتو : سأستفسر منه بحرص لأن هؤلاء المُحققين شديدي الحذر. ( يسمع صوت سالومون يقترب من المكان).

المشهد العاشر

نفس الأشخاص وسالومون وبيلين .

سالومون : (داخلاً) لكن، يا سيدة بيلين، ما كل هذا التبذير؟ لماذا لا تشتري البطاطس بالجملة؟ وأنتي تعرفين أن جوالاً من البطاطس يساوي 8 بيزيتا في ميدان لاثيبادا  وبذلك توفري ما يربحه منك البائع القطاعي.

بيلين : ولكن حمل الجوال يكلفني ريالين.

سالومون : إذا سأحضرها أنا، فأنا أصلح لكل الأعمال (الجميع يضحكون).

بيليجرين : هل ستقوم بدور الشيال يا سيدي؟

سالومون : يجب أن أعلمك فن الحياة. وأيضاً أقول لكم أن قشور البطاطس لا يجب أن تُلقى في سلة المهملات.

نتاليا : ماذا نفعل بها إذا؟ هل سنأكلها نحن ؟

سالومون : نعم ، فإن تطورات المادة تصلح لأشياء كثيرة في هذه الحياة في هذا الفناء غير المستغل تماماً، تقومين بتربية اثنان أو ثلاثة أزواج من الأرانب. أنا سأعلمكم كيفية صنع بطاريات الأرانب بأربعة قوالب طوب وأربعة طاولات خشب.

الجميع: آه، نعم !

سالومون : إن الأرانب تأكل البقايا والفضلات وعندما يسمنون تأكلونهم. إذا قمت بوضع بطارية الأرانب فأنا سأضيف بيزيتا لقيمة الإيجار الأسبوعي.

بيلين : (موجهة الكلام إلى كروثيتا، بينما تأخذ نقود من الكومة الموجودة أمام بيليجرين) خذي : اشترى زيت، صابون ونصف كيلو من ضلوع العجل.

سالومون : لو كانت الضلوع من أجلى، فلا تحضريها.

نتاليا : إنها من أجلي ، فاليوم سأصطحب والدي لكي يأكل معنا في منزلي.

بيلين : اذهبي يا كروثيتا (تمضى كروثيتا)

دوناتو : (وهو ينهض) سأذهب، فقد عطلت نفسي كثيراً.

بيليجرين : إذا كانت لديك أعمال أخرى لي يا سيدي، فلتحضرها لي سريعاً، فسأقوم بالعمل طوال هذه الليلة. آه، يا لها من حياة! (يستمر في الحديث مع عائلته)

دوناتو : (يمسك بسالومون من ذراعه ويأخذه جهة اليسار لكي يتكلما على انفراد) دقيقة يا سالومون، فيجب أن أتحدث معك .

سالومون : وقتما تشاء.

دوناتو : متى يمكننا أن نتقابل ؟

سالومون : هنا، فأنا لا أخرج.

دوناتو : نعم، فانشغالاتك كلها هنا.

سالومون : هنا، حتى هذه اللحظة.

دوناتو : نعم، نعم، فقد لاحظت في تصرفاتك نوع من الغموض،

سالومون: رُبما.

دوناتو : لقد أتيت للبحث والاستقصاء .

سالومون: بالفعل.

دوناتو : هل نستطيع أن نتحدث هنا بحرية؟

سالومون : نعم، سأنتظرك في غرفتي.

دوناتو : إذا، إلى اللقاء (يذهب دوناتو)

المشهد الحادي عشر

سالومون، بيليجرين، بيلين ونتاليا وبعد ذلك تنضم لهم السيدة إيلاديا.

بيليجرين : ألن تخرج يا صديقي سالومون؟

سالومون : لا.

بيلين : ألن تذهب للقيام بجولة؟

سالومون: أنا أتمشى في المنزل وبذلك أوفر الأحذية وأتجنب اللقاءات غير السارة مع طالبي المال، (يدق الجرس) آه !

بيلين : نتاليا، افتحي الباب (تذهب نتاليا)

سالومون : استعدوا، فأنا أشعر أن مَن دق الباب هو احد الـ…

بيلين : (تنظر من خلال الباب) إنها السيدة إيلاديا.

سالومون : والسيدة إيلاديا هذه من تكون؟

بيليجرين : إنها سيدة جديرة جداً بالاحترام، تنحدر من أسرة عريقة دارت عليها دوائرالدهر…

سالومون : أهه !.. (تدخل السيدة إيلاديا، وهى سيدة في الأربعين من عمرها، حسنة المظهر ورقيقة الطباع، تتحلى بالسواد وترتدي وشاحا شفافا).

بيليجرين: تفضلي يا سيدة إيلاديا أنا سعيد برؤيتك، كيف حال صحتك؟

إيلاديا : كيف تريدني أن أكون مع هذه الحياة المليئة بالمصائب والأحزان؟

سالومون : أهه !… همم !

بيلين : إجلسي يا سيدة إيلاديا (يصطحبونها للأريكة).

إيلاديا : صدقوني أنه بالنسبة لي من أعنف وأحرج التضحيات أن أتي لمضايقتكم … أنا لا أصلح… أنا لا أصلح لهذا إن تعليمي وكرامتي يلجمون لساني.

سالومون : (بحيوية) فلتفكي اللحام يا سيدتي، ولتشرحي ما تريدين بعد ذلك.

بيليجرين : (ملاحظا دهشة السيدة إيلاديا عندما سمعت سالومون) إنه صديقنا خوسيه سالومون، الذي أتى من القارة الأمريكية…. تستطيعين أن تتكلمي بحرية يا سيدة إيلاديا.

بيلين : نحن هنا أسرة واحدة، تكلمي يا سيدتي.

إيلاديا : بكل آسى أقول لكم أنه لم يصدر الحُكم بعد من قبل المحكمة العليا فيما يتعلق بقضيتي، لكن في خلال أسبوعين سيصدر الحكم في صالحي، أنا إيلاديا دي لاسردا وسأرث ممتلكات أسرة البوركيريكي النبيلة.

سالومون: أهه !… هممم !… (يتنحى جانبا) هذا سيئ. سيئ .. سيئ.

بيلين : تحلي بالصبر، يا سيدة إيلاديا.

بيليجرين : ستحصلين على الميراث بكل تأكيد.

سالومون : وكم من المال ستجني إذا ربحت القضية؟

إيلاديا: مليون وثمانمائة ألف بيزيتا بالتمام والكمال .

سالومون : إذا، فأنا أقدم لكي التهاني مقدما يا سيدتي.. لحين يأتي ميعاد ربح القضية.

بيليجرين : ولكن حتى تلك اللحظة، فإنك يا سيدتي موضوعة في موقف عسير ومخذي من الحاجة بالنسبة لطبقتك التي تنتمين لها.

إيلاديا : تخيل يا عزيزي بيليجرين ما أعانيه !… وبنات أخوتي إيفينخينيا ولوكريثيا اللتان تقومان بالحياكة على الماكينة لتوفير بعض الموارد، هن الآن بلا عمل.

سالومون : (يتنحى جانبا) أهه !…. ها قد ضعت يا بيليجرين .

بيليجرين : إذا، فمن جانبي يا سيدة إيلاديا، وأنا كما تعلمين أعمل بلا توقف لكي أكفل أسرتي لا أستطيع أن أقدم لك المساعدة إلا بذلك المبلغ المتواضع المتمثل في .. 25 بيزيتا. (يأخذهم في يده).

إيلاديا : (بعاطفة متأججة، ومنخرطة في البكاء) آه، يا بيليجرين العزيز ! إنك قديس ! إن الله سيكافئك على ما تفعل. (تمسح دموعها).

سالومون : (يتنحى جانبا) ليس هناك وسيلة لتقويم هذا الرجل.

إيلاديا : (تأخذ النقود من بيليجرين وتقبل يده، ومبللة إياها بدموعها، شكراً يا صديقي. أنت مُخلص.

سالومون : (يتنحى جانبا) سأمنحك أنا الخلاص بوتد في قلبك. فلتذهبي سريعا. (السيدة إيلاديا تودع بيلين ونتاليا)

إيلاديا : إلى اللقاء، يا أصدقاء الروح (تقوم بحركة تحية لسالومون. يدق جرس الباب. تذهب السيدة إيلاديا ومعها بيلين التي تصطحبها حتى الباب).

المشهد الثاني عشر

بيليجرين، سالومون، نتاليا، بيلين، وبولونيا وهى سيدة قروية ترتدي ملابس قديمة تدل على فقرها وحالتها السيئة وهى تجر طفلة صغيرة من يدها.

بولونيا: (تبقى واقفة عند الباب، وهى تبكى) معذرة، يا سيد بيليجرين.

سالومون : (يشعر بشدة بعدم الراحة، يمشى إيابا وذهابا في المكان) ها هي موجة السائلين تستمر. إن هذا غير محتمل (وهو مستمر في المشي)

بيليجرين : (يقوم واقفاً ويبدأ في نزع الرداء الطويل). إدخلي يا بولونيا، وأوجزي، فيتوجب على أن أذهب الآن لكي أكل مع ابنتي .

بيلين : يا للمسكينة ! لقد أخبروني أنكِ لم تأكلي شيئاً طوال اليوم. أدخلي، أدخلي.

بولونيا : (تتقدم بخطواتها قليلا) لا أعرف كيف استطعت أن أصعد السلالم ، إنني منهكة.

بيليجرين : بيليجرين، وهذه الطفلة الصغيرة، أهي أيضا صائمة إجباريا؟ نتاليا، احضري لها وعاء من المرق

نتاليا : وقطعة من الخبز والجبن للصغيرة.

سالومون: مرق للأم وخبز للطفلة. طبعاً، طبعاً، ونقود، لا! الحذر! أنا كنت لأعطيها خمسة سنتات فقط

نتاليا : (عائدة بالمرق والخبز والجبن للصغيرة) ها هو ذا الطعام.

بولونيا : آه ! فليرحم الله الأرواح الفاعلة للخير! (تشرب المرق بلهفة، والطفلة تلتهم الخبز).

نتاليا : (موجهة كلامها للطفلة) أكلى يا جميلتي، أكلى، وسأحضر لك المزيد.

بيليجرين : يا للألم ! إنها أرملة مسكينة أصبحت في حالة يرثى لها.

سالومون : إنني أتفهم حالتها، يجب أن نكون رحماء بها. لقد أعطيتها الطعام ولا يجب أن تعطى لها شيئاً آخر، لأنك فقير مثلها، عندما تُغادر أنت سأعطيها هذه العملة (يُظهرها له).

بيليجرين : نعم، نعم، لكن .. إخبريني يا بولونيا، هل ما تزالي تعيشين في نفس الـمنزل

بولونيا : نعم يا سيدي.

بيلين : المسكينة، توجب عليها أن ترهن المراتب والأغطية…

سالومون : (يتنحى جانباً) أهه ! ها قد ظهر هذا الموضوع !…

بيليجرين : (في ردة فعل تدل على كرمه المعهود). بكم من المال قد قمتي برهن المراتب؟

بولونيا : بثلاثون بيزيتا.

سالومون : (يضع يديه على رأسه)

بيليجرين : (بعصبية شديدة يأخذ ورقة بخمسة وعشرون بيزيتا وخمسة بيزيتات أخريات) خذي يا بولونيا، وفكي رهن هذه الأشياء فوراً.

بولونيا : (وهى تُقبل يد بيليجرين) آه يا سيد بيليجرين ! فليعطك الله الكثير من الثروات لكي تُفرج بها الأزمات!

سالومون : (غاضبا، يجذب بيليجرين من طرف ردائه، بينما بيلين ونتاليا تصطحبان بولونيا التي في طريقها للذهاب) تعالى هنا، أيها المبذر غير القابل للإصلاح هل ترى هذه العملة الصغيرة؟

بيليجرين : نعم، إنها العملة التي كنت تريد أن تعطيها لهذه المسكينة عندما تذهب .

سالومون : الآن سأحتفظ بها لأعطيها لك عندما أجدك في أحد الأيام تطلب الحسنة في الشارع في ليلة باردة.

المشهد الثالث عشر

بيليجرين ، سالومون، بيلين، نتاليا وكروثيتا وبعد ذلك دوناتو

نتاليا : (مُصرة) أبى، هيا بنا الآن، فبينما أُحَمِر الضلوع سيحين وقت الغذاء.

سالومون : بالهناء والشفاء يا بيليجرين واحذر، لأن سمعي المرهف يقول لي أنك ستجد على السلالم صف من المتسولين.

كروثيتا : نعم، هناك صف ممتد حتى أعلى السلالم.

بيليجرين : (يحتفظ بما تبقى له من مال) هيا بنا يا ابنتي. آه ! لقد نسيت. خذي يا كروثيتا، ما قد طلبت منى لشراء أقراط جديدة (يعطيها بعض البيزيتات).

كروثيتا : (تأخذ النقود) سيكون من الأفضل أن أدخرها في صندوق الادخار الخاص بي، فإننا في أوقات عصيبة جداً يا أبى.

سالومون : إن هذه الفتاة هي أفضل ما في هذه العائلة (تذهب نتاليا ومعها بيليجرين نحو اليسار) بينما بيلين وكروثيتا من جهة اليمين.

المشهد الرابع عشر

سالومون ودوناتو

دوناتو : إننا بمفردنا الآن. هل سنذهب لغرفتك لكي نتحدث بحرية؟

سالومون : (يغلق كل الأبواب ليتأكد من أن لا أحد يستمع إليهما) لا، هنا أفضل فلا أحد يسمعنا.

دوناتو : حسناً. منذ أن علمت بقدومك إلى مدريد، وأنا مقتنع أنك هُنا لأسباب بوليسية.

سالومون : وهذه هي الحقيقة، وأن أجدك بمجرد وصولي قد مثل لي فرصة ثمينة.

دوناتو : آه! عن الأشياء الثمينة أتحدث أنا.

سالومون : لقد قلت فرصة ثمينة لأنني واثق من أنك ستساعدنى ..

دوناتو : (مرتعباً) أنا؟ أنا لا علاقة لي بهذا. بصفتي تاجر مجوهرات مستقر في اسبانيا منذ 15 عاما، فأنني أُّكد لك أن عُقد اللؤلؤ الذي سُرق في الأرجنتين لم أشتره أنا أو أي من تجار المجوهرات الذين أعرفهم. (نرى سالومون متفاجئاً) . لا أفهم ماهية مهمتك البوليسية وماذا تفعل هنا مفتشا لبيت هذه العائلة المسكينة، كما لو كانت…

سالومون : إن هذا المنزل هو محور اهتمامي. ليس بسبب عقد اللؤلؤ، وإنما بسبب الثروات المهدرة والكمية الكبيرة من الماسات الثمينة التي أحملها أنا في حقيبتي (اندهاش من قبل دوناتو) لا تفهم . أليس كذلك .؟

دوناتو : إما أن تكون إحدى قصص ألف ليلة وليلة أم أنني لا أفهم شيئاً على الإطلاق.

سالومون : وكوني أحمل في حقيبتي كل هذه الأموال ليس معناه أنني سارق أو أن أكون أحد شخصيات المسرحيات البوليسية المنتشرة جداً في مسارح مدريد هذه الأيام.

دوناتو : الآن كل شئ أصبح أكثر غموضا.

سالومون : اجلس هنا (يُشير إلى مقعد بيليجرين، ويراجع على الأبواب ليتأكد من إحكام غلقها، وبعد ذلك يعود إلى دوناتو ويجلس في مواجهته) ما سأقوله لك هو في منتهى السرية ويجب أن تُعاهدني على عدم الإفصاح عنه ولا بالكلام ولا بالإشارات لهؤلاء المساكين. هل تحلف لي على ذلك؟

دوناتو : لا حاجة لي بالحلف، فأنت تعرفني، سأحفظ السر. تكلم؛ ما ستخبرني به سيبقى حبيسا داخلي كما لو كان مدفونا في قبر.

سالومون : طبعاً أنت تعرف أن التعيس بيليجرين له أخ يعيش في أمريكا.

دوناتو : نعم، أعرف ذلك. خاكوبو مندروجو لقد ذهب منذ أن كان شاباً، أنا لم أعرفه شخصياً.

سالومون : لقد ذهب وهو في ريعان الشباب وعمل لمدة طويلة في الأحراش كمربى للأغنام في مزارع ضخمة، لقد كانت حياة ترحال شبه برية. إن أصحاب هذه المزارع يعيشون في عربات ويتفقدون أراضيهم راكبين على ظهور الخيول.

دوناتو : أعرف ذلك، فلقد سمعت من داميان، عم زوجتي، عن هذا النوع من الحياة.

سالومون : بعد عشرون أو ثلاثون عاما من هذه الحياة الجافة البدائية، كون خاكوبو ثروة كبيرة، وعندما وجد نفسه غنياً ، ظن أن الذهب سيكون كافيا لكي يدخل إلى العالم المتحضر كشخصية اجتماعية تستحق كل الاحترام.

دوناتو : لقد وصلت لي أخبار بهذا الخصوص. فخاكوبو مندروجو عندما انتقل من حياة البراري  إلى حياة بوينوس أيريس الراقية كان شخصاً فظاً همجياً لا يحمل أدنى قدر من الثقافة وهو ما جعله مادة لسخرية الناس.

سالومون : وما زال هذا الوضع قائما إلى الآن. وبجانب كونه بربريا فهو أيضا الأكثر بخلا وبؤسا مما يمكن أن تتصوره. فهو يعمل في مشاريع ومضاربات بنكية مشبوهة وقد تضاعفت ثروته نتيجة لذلك بشكل ملحوظ جداً، ومع كل هذه الثروة فهو يعيش في حالة من القحط المُخجل. فهو يشترى بنفسه غذائه من السوق وهو عبارة عن لقيمات قليلة ، ويرتدى ملابس الشحاذين ولا يعطى الحسنات للمساكين .

دوناتو : وهل كان لك تعاملاً مباشرا مع ذلك الرجل البغيض؟

سالومون : خلال الثلاث سنوات التي كنت فيها في الأرجنتين، ربُما أكون الشخص الوحيد الذي استودعه خاكوبو مندروجو ثقته.

دوناتو : وهل أعطاك شيئاً؟

سالومون : مطلقاً.

دوناتو : وكيف أنه لا يساعد هذا الأخ المسكين؟

سالومون : انتظر قليلاً ، فلم تستمع بعد لأفضل ما في هذه الحكاية. إن خاكوبو يملك في شارع بأكمله ممتلئ بالبيوت الفاخرة في بوينوس أيريس.

دوناتو : ولديه في مدريد خمسة أو ستة منازل أيضا.

سالومون : التي اشتراها من خلال اتفاق قام به مع ماركيز لوس ثوراليث. إن خاكوبو شديد الهرم، ويشعر بأن نهايته قد قربت لذلك فقد قام بعمل وصيته منذ أربعة أشهر وقد كنت شاهداً عليها.

إن كل منازل بوينوس أيريس وكل ما يملك من ممتلكات هناك قد تركها لثلاثة أبناء له يماثلونه في سوء الطباع والبخل.

دوناتو : (بسعادة ها قد فهمت، وبيوت مدريد يتركها لهذا المسكين بيليجرين.

سالومون: لا ، فلتصبر، وانتظر حتى أشرح لك المهمة البوليسية الموكلة لي.

دوناتو : أكمل.

سالومون : عندما قررت المجيء لمدريد لإنجاز شئون خاصة بي، أوكل لي السيد مندروجو السيئ أن أراقب بكل دقة السيد مندروجو الطيب الذي يسكن هنا لأرى إذا ما كان لا يزال محسنا ومبذرا ينفق كل ماله على الشحاذين والكسالى، أم أنه قد أنصلح حاله من هذه النقائص الخطيرة وبدأ في التقطير والحفاظ على المال بكل ما أُتي من قوة. لقد كلفني السيد خاكوبو بهذه المهمة ونحن منفردين في صومعته. لقد كان يتحدث إلى بعاطفة جياشة لم أرها من قبل فيه. لقد قال لي وهو في قمة الإلهام وبلغة شبه بليغة أن ما يطلق عليه العامة البُخل هو في الواقع عقيدة الأنانية، وأن أساس كل شئ في الحياة هو الأنا، أنا ودائما أنا.

دوناتو : يا لشجاعة ذلك الرجل القبيح !

سالومون : لقد قال أيضا أنه لا يقبل أن يكون أحد أفراد أسرته مُبذراً، وإذا كان بيليجرين هكذا، فإنه يتبرأ منه ويلعنه وأنه لن يحزنه أن يراه يموت من الجوع.

دوناتو : يا له من رجل شنيع. كهذا الرجل يوجد الكثيرون هنا وفى كل مكان.

سالومون : بعد هذا اللقاء، حدث بيننا لقاء آخر، طلب منى فيه أنا أراقب بيليجرين عن قرب. وها أنا ذا كما ترى، قد أقمت في منزل بيليجرين نفسه لكي أقوم بالمهمة على أكمل وجه.

دوناتو : وعندما تتم مهمتك كأفضل ممثل، هل ستجنى شيئاً من هذا ؟

سالومون : نعم، فبعد يومين من حديثنا هذا ، قد أعطاني توكيلاً رسميا لكي أبيع الخمسة منازل الموجودة في مدريد في شارع بيلاسكيث، وأن احتفظ لنفسي بخمسين ألف بيزيتا، بينما أعطى الباقي لبيليجرين، فقط في حالة أن يكون قد أصبح غليظ القلب، عديم الشفقة، تصور يا دوناتو. وكما ترى فإن المسألة بالنسبة لي هي مسألة مبدأ أن أحترم ما أمرني به خاكوبو مندروجو .

دوناتو : وما هي البراهين التي ستعطيها لخاكوبو لكي تدلل على أن أخاه قد تغير؟ لأنه من الواضح جداً أنه لم يتغير لا يمكن تغييره.

سالومون : لهذا السبب بالذات أعتمد على مساعدتك لي، فأنت الذي تمد هذا الرجل بالعمل، ولديك تأثير كبير عليه فحاول أن تجعله يقوم بأعمال بخل تجعلني أنا قادراً على أن أعطيه نصيبه. إذا ساعدتني فسأتقاسم معك مبلغ العمولة الخاص بي.

دوناتو : اتفقنا سأرى إذا ما كنت سأستطيع …

سالومون : إنني من الممكن أن أبعث بتلغراف للسيد خابوكو يقول » لقد ترك بيليجرين أبنائه يموتون جوعاً» لأنه لا يريد أن يضيع أقل القليل من ماله لشراء بعض الدجاجات  لإطعامهم»

دوناتو : ولماذا لا تقوم بإرسال هذا التلغراف أو أخر مشابه له حتى ولو كان هذا ليس صحيحا؟

سالومون : لا أستطيع الكذب. إنك تعرفني جيداً، فأنا شخص شديد الاستقامة غير قابل للاعوجاج وبالإضافة إلى ذلك، فالسيد خاكوبو شديد المكر وسينمو إلى علمه خدعتي. لا، لا أستطيع فعل هذا.

المشهد الخامس عشر

نفس الأشخاص وبيليجرين الذي يعود بعد تناول الغذاء في منزل ابنته نتاليا وبعد ذلك بيلين وكروثيتا.

بيليجرين : ها أنا قد جئت مرة أخرى.

سالومون : وكيف الحال ؟ هل أكلت جيداً؟

بيليجرين : كالمعتاد.

سالومون : أما نحن ، فلم نأكل حتى الآن. يا سيدة بيلين، أين ذلك الطعام ؟

بيلين : إنه جاهز، لكنني انتظر كروثيتا التي قد ذهبت لإحضار الخبز (تدخل كروثيتا بالسلة فارغة).

بيلين : (تفتش السلة) الخبز، أين هو ؟

كروثيتا : (بحياء) لا تتعاركي معي يا أمي.

بيلين : (مستأة)، ولكن ماذا فعلت بالخبز؟

كروثيتا : لا تتعاركي معي يا أمي، فلقد أعطيته لأطفال أيتام وجدتهم في الطريق يبكون لأن زوجة أبيهم تم طردتهم من المنزل دون أن تطعمهم. وقد أعطيتهم أيضا ثلاثون سنتا كانت قد تبقت معي.

بيلين : (غاضبة، ترغب في أن تضربها)، ولماذا لم تعطيهم مما تحتفظين به من مدخرات؟

كروثيتا : لأنه كان يتوجب على أن أعود للمنزل لكي أكسر الحصالة واستخرج النقود.

بيليجرين : (واضعا يده في جيبه) خذي يا ابنتي لتشترى الخبز مرة أخرى (يبدو عليه عدم التصديق عندما يكتشف أن جيوبه خاوية) آه لم يتبقى معي شيئا

سالومون : (يتظاهر بالغضب، يخرج نقوداً من جيبه) خذي يا كروثيتا، لكي تشترى الخبز مرة أخرى. أحسنتي التصرف بعدم كسر حصالتك

دوناتو : تعالى معي.

سالومون : (يتنحى جانباً موجهاً حديثه لدوناتو وهما يهمان بالخروج) هل رأيت ؟ إن بيليجرين هذا غير قابل للتغيير

دوناتو : لا، لا حل له.

سالومون : ليس هناك خلاص لهذه العائلة

(ستار)

الفصل الثاني

نفس ديكور الفصل الأول . خلال النهار

المشهد الأول

بيلين ، تنظم المنضدة التي يسودها الفوضى. تدخل كروثيتا

كروثيتا : لقد قلت لي يا أمي أن أخرج لأشترى لك شيئا ما.

بيلين :  آه يا بنيتي ! لدينا مال قليل بحيث ….

كروثيتا : إذا سوف أحضر لك حصالتي لكي تكسريها وتستخرجي منها ما تحتاجين إليه.

بيلين : لا، سوف أرسلك في وقت لاحق لدوناتو برسالة، لنرى إذا ما كان ….

كروثيتا : سأذهب الآن، إذا أردت.

بيلين : لا، ليس الآن… هل رأيت كيف يبدو سالومون اليوم؟ إنه هنا منذ أسبوعين، ولم أره أبدا شديد الأناقة والوجاهة مثل اليوم.

كروثيتا: منذ الأمس، وهو منشغل بشئون تتعلق بالبنوك وبما يسمونه البورصة.

بيلين : إذا، هل سيتضح لنا اليوم أن ضيفنا الذي دخل هذا المنزل مصطنعا الفقر، لديه من المال الكثير؟

كروثيتا : هو ليس فقيرا بالنسبة لي ، كون سالومون قد دخل بيتنا، يمثل حظا لنا.

بيلين : لا أعرف ، لا أعرف. يوجد شيئا مجيرا في أمره.

كروثيتا : محير أو غير محير، أنه رجل لطيف لقد حلمت به بالأمس.

بيلين : هكذا أنت دائما في الأحلام والتفاهات.

كروثيتا : اتركيني أشرح لك. لقد حلمت به، لأننا كنا نتحدث بالأمس هنا… إنه حنون جداً، لقد قال لي أنني ذكية وطيبة واني أساوى أكثر مما تظن عائلتى.

بيلين : يا للحمقاء المتفاخرة ! هل تصدقين هذه الترهات التي يرددها الرجال ليمضوا الوقت ؟

كروثيتا : لقد أعطاني، ككل يوم، بيزيتا وقال لي بعد ذلك: «غدا» أو بعد غد سأعطيك صندوق صغير من الفضة لكي تحتفظين فيه بمدخراتك» لهذا قد حلمت به.

بيلين : في العطاء لا يوجد خداع، فلتأخذي ما يعطيه لك (تشعر بقدوم خطوات) من القادم؟

كروثيتا : سالومون.

بيلين : فلنذهب (تتجهان نحو اليمين ) لا، لا. فلتنتظري أنت لنرى ماذا سيقول لكِ …

تذهب بيلين، وتبقى كروثيتا التي تتظاهر بتلميع الأثاث

المشهد الثاني

كروثيتا وسالمون الذي يدخل من جهة اليسار مرتديا ثيابا أنيقة، بعد ذلك السيدة إيلاديا

سالومون : أهلاً يا كروثيتا ! أنت دائما تعملين هكذا.

كروثيتا : وماذا سنفعل ؟ فنحن فقراء وليس لدينا خادمة.

سالومون : لقد سمعتك هذا الصباح وأنت تُنظفين الأرضيات. من المؤكد أنك مُنهكة القوى الآن.

كروثيتا : أنا لا أتعب أبداً

سالومون : هكذا تعجبيني، نشيطة ومنجزة للأعمال. ستكونين سيدة رائعة، وعندما تتزوجين ستجعلين من سيحظى بأن يكون زوجك في غاية السعادة.

كروثيتا : (ساخرة) أتزوج أنا ؟ يا سيد سالومون؟ من سيريد أن يتزوجني أنا، فتاة فقيرة بدون أي عناصر جذب؟..

سالومون : (حالم، وهو يجلس) لا ُتقللي من قيمتك، فمن حيث عناصر الجذب، لديك الكثير : فأنت طيبة القلب، بارة وأيضا سيدة منزل ممتازة ومقتصدة، ماذا سيكون حال هذه الأسرة البائسة بدونك يا كروثيتا ؟

كروثيتا : آه، يا لك من مُداهن اليوم يا سيد سالومون! فأنا لا أساوى شيئا. فليست صفة حسنة أن أكون طوال اليوم أعمل في المنزل. فيجب التنظيف الأرضيات وغسيل الملابس ويجب أن تتم حياكة الأشياء في كل الأوقات: «كروثيتا، اذهبي لإحضار كذا، كروثيتا، اذهبي لإحضار كذا، كروثيتا، اذهبي لتخبري فلان بكذا، كروثيتا هنا وهناك…»

سالومون : ألا يعطونك أجازة يوم الأحد ما بعد الظهر، لكي تذهبي للتمشية مع صديقاتك؟…

كروثيتا : (ضاحكةً) ها، ها! صديقات لي أنا !

سالومون : يُمكنك أن تذهبي إلى حديقة «الرتيرو» لمشاهدة بيت الوحوش.

كروثيتا : لمشاهدة بيت الوحوش! يكفيني مشاهدة بيتي هذا.

سالومون : يُمكنك أن تذهبي إلى المسرح… أو إلى السينما…

كروثيتا : أنا … أذهب إلى المسرح بهذه الخرق ؟

سالومون : أليس لديك ملابس؟ تعالى هُنا (يأخذها من إحدى يديها) إذا سأشترى لك أنا فستانا».

كروثيتا : (خجولة) إنني أشكرك على ذلك، لكن لا يمكن أن يحدث، لأنني لا أوافق عليه الآن يتضح أنك لست مٌُقتصداً في النفقات يا سيدي وأنك لا تُطبق ما تنصح به أبى دائماً.

سالومون : اصمتي، أيتها الساذجة الصغيرة؛ فأنا أعرف ما يتوجب على فعله. لقد قدمت لك صندوق صغير من الفضة لتحتفظي فيه بمدخراتك، والآن اعرض عليك فستان بسيط اقتصادي (ناظراً إلى قدميها ) وحذاء….

كروثيتا : آه ، يا سيد خوسيه ! إنك كريم .

سالومون : (ناهضا) سأذهب الآن وسأترك لوالدتك رسالة معك : إذا لم أحضر وقت الغذاء فلا تنتظرونني.

كروثيتا : حسناً. إذاً ، فاليوم لن تأكل في بيت الوحوش.

إيلاديا : (أمام الباب الموجود في جهة اليسار تدق من الخارج) هل يمكن أن أدخل؟

كروثيتا : ها هي ذي الدُبة الكُبرى السيدة إيلاديا. (تذهب جارية جهة اليمين. وتدخل السيدة إيلاديا).

المشهد الثالث

سالومون والسيدة إيلاديا، وبعد ذلك بيلين .

إيلاديا : (تدخل من جهة اليسار . تحمل قبعة بها ريشات مكسورة) لقد أخبروني أن بيليجرين ليس هُنا.

سالومون : هل أتيتِ لتطلبين شيئا منه يا سيدتي ؟.

إيلاديا : آه، لا! لقد جئت فقط لأستشيره في أمر ما.

سالومون : هممم …!

إيلاديا : بما أن بيليجرين ليس هنا، فسأطلب النصيحة منك يا سيدي .

سالومون: وماذا حدث ؟ هل صدر حُكم المحكمة العليا لصالحك بتمكينك من ثروتك؟

إيلاديا : تقريبا، تقريبا. لقد أخبروني أنه بين يوما وليلة سيتم صدور الحكم.

سالومون : إذاً، إذا لم يكن حُكماً سلبياً فإنني أهنئك يا سيدتي

إيلاديا : الآن يحين وقت حيرتي وارتباكي. فإن التحول المفاجئ من الحاجة إلى الوفرة شيء خطير.

سالومون : إن الأخطر أن يحدث العكس.

إيلاديا : معك حق يا سيدي. ولكنى أجد نفسي في موقف لا أستطيع التصرف فيه. لقد كانت فكرتي الأولى أن اشترى القصر الذي ولدت فيه ولكنه الآن في حوزة مجموعة من البرجوازيين حديثي الغنى ولا يريدون بيعه!

سالومون : إذا فلتنشئ أخر يا سيدتي .

إيلاديا : لا تحدثني عن البناء يا سيدي لأنه يتأخر كثيرا وأنا أريد مسكنا يليق بوضعي الجديد.

سالومون : إذا أنا أستطيع أن أزودك يا سيدتي بمنزل مبهر (رائع) مشيد على الطراز الحديث ومزود بكل سُبل الراحة والفخامة.

إيلاديا : نعم، هذا هو ما يناسبني.

سالومون : اليوم على وجه الخصوص قد قمت ببيع خمسة منازل كانت ملكا لرجل امريكي ، وكانت تتسم بالمميزات التي تريدينها حضرتك فلتشترى إحدى هذا المنازل وتتجنبي أعمال البناء.

إيلاديا : وهل هذا المنزل به صالون ؟

سالومون : صالونات وحجرات مختلفة الطرز، وغرف مائدة كبيرة للمناسبات، الخ.. الخ والآن يا سيدتي إذا كنت تحتاجين لمدير جيد لثروتك فأنا على أتم الاستعداد.

إيلاديا : حسناً، حسناً سأضع ذلك في الاعتبار.

سالومون : وأنت تعرفين يا سيدتي إن الإدارة هي مجال تخصصي.

إيلاديا : إن رجل مثلك يلزمني للمحافظة على ثروتي. فلتخبرني بشروطك يا سيدي.

سالومون : اعذريني الآن يا سيدتي، فيجب أن أذهب إلى البنك، والبورصة وإدارة السجلات الـ..

إيلاديا : ها أنا أرى أنك بالفعل مسئول عن العديد من الأمور المهمة.

سالومون : (مُودعا) إنني رهن أوامرك يا سيدتي المبجلة.

إيلاديا : أنا سأبقى هُنا، لأنني يجب أن أتحدث مع صديقاتي هنا.

سالومون : أهه ! … (يخرج في اللحظة التي يدخل فيها كل من بيلين ونتاليا وألفريدو)

بيلين : سالومون، ما هو هذا الأمر الجديد؟ الآن تقضى طوال اليوم خارج المنزل.

سالومون : إن هذا ما تتطلبه أعمالي (يذهب سالومون)

المشهد الرابع

السيدة إيلاديا، بيلين ونتاليا وألفريدو وبعد ذلك كروثيتا.

إيلاديا : (تجلس وتُخرج عينات من أقمشة التنجيد شديدة الفخامة وتفرجها لصديقاتها) لنرى يا صديقاتي، ما رأيكن في هذه الأقمشة لفرش موبيلياتي.

نتاليا : إذا مما أرى، فأنت أكيدة أنك ستربحين القضية يا سيدتي.

بيلين : (ناظرة إلى الأقمشة) يا لها من أقمشة جميلة.

الفريدو : إذا سمحت لي أن أبدى رأيي فأنا أختار هذه، لأنني أعتقد أن الأناقة الحقيقية تكمن في البساطة.

إيلاديا : عندك حق يا ألفريدو العزيز لقد قررت أن أختار هذا القماش ذا الورود الصغيرة للصالون طراز بومبادور.

بيلين : بما أنك ستصبحين ثرية الآن يا سيدتي، فيتوجب عليك أن تديري ثروتك جيداً.

نتاليا : (بنوع من الخبث) يا سيدة إيلاديا أنك ما زلت في عمرك البهيج وسيكون اختياراً صائبا أن تتزوجي من سالومون.

بيلين : آه ، نعم ! هذا الرجل سيحمى لك نقودك لأخر سنت.

إيلاديا : إن ارتباط شخصين ينتميان لطبقات اجتماعية مختلفة، يجب أن يتم التفكير فيه جيداً قبل الإقدام على فعله. لا أنكر أن سالومون يتمتع بخصال ممتازة فيما يتعلق بالإدارة، بالإضافة أنه من ناحية الشكل مقبول بالنسبة لي .

الفريدو : إن التفرغ أفضل بالنسبة للإدارة، أنا أستطيع أن أقوم بها أيضاً، ولكن بما أنني مريض ويجب أن أقوم بالاستشفاء…

إيلاديا : ولماذا لم تذهب للاستشفاء حتى الآن ؟

بيلين : لأننا لا نملك النقود لذلك.

إيلاديا : إذا استطعت أن تنتظر أسبوعان على الأكثر، فسأتكفل برحلتك إلى حمامات فيشي أو سبا أو كارلسبد…

نتاليا : شكراً يا سيدة إيلاديا، فزوجي لن يستطيع أن يذهب إلى أماكن بهذا البُعد سيكفيه أن يذهب إلى المولار أو لابوركريثا.

بيلين : سيتوجب على بيليجرين أن يبحث عن مال لرعاية صحة صهره (زوج ابنته).

إيلاديا : إنه ليؤلمني أن أرى بيليجرين في هذه الضوائق. وأين هو ذلك الرجل الطيب بيليجرين؟

بيلين : المسكين قد ذهب ليستريح لبعض الوقت، فبالأمس قد ظل يعمل … هل تريدين أن أوقظه لك يا سيدتي ؟

إيلاديا : لا، لا، أنا سأنتظر.

بيلين : (مُناديةً) تعالى يا كروثيتا. (تدخل كروثيتا) اذهبي إلى منزل السيد دوناتو وقولي له إذا كان يستطيع أن يعطينا مبلغاً مقدماً من الذي سيعطيه لنا غداً.

كروثيتا : سأذهب يا أمي.

بيلين : اذهبي بسرعة، فنحن في حالة لتلك النقود، وإذا كان سالومون هناك، فلا تسعى تدعى هذا يمنك من توصيل الرسالة (تذهب كروثيتا. كل الشخصيات تجلس حول منضدة بيليجرين).

ألفريدو : أنا سعيد من أجلك يا سيدة إيلاديا أنك قريبا ستسترجعين مكانتك التي تستحقيها.

إيلاديا : آه يا بني ! إنني أشعر كما لو كنت قد استعدتها بالفعل

ألفريدو : يا للسعادة التي حظيت بها يا سيدتي بكونك تستطيعين أن تحمى من حُرموا من الإمكانات المادية ويعملون بلا كلل في ابتكار أشياءً نافعة للمجتمع وينتظرون اليد السخية التي تجعل من ابتكاراتهم حقائق ملموسة.

نتاليا: فلتحكى للسيدة عن مشروعك للمنازل الاقتصادية.

بيلين : أنت تعرفين بالطبع يا سيدة إيلاديا أن ألفريدو قد درس تخصص الأشغال العامة وهو مصمم رائع.

ألفريدو : أنني استغل فترة مرضى لرسم تصميمات حي مُكون من منازل رخيصة.

نتاليا : هي بيوت جميلة جداً . بها كل ما يُوفر الظروف الصحية الجيدة والراحة.

إيلاديا : يا لها من فكرة رائعة !

ألفريدو : لكن بما أنه ينقصها صاحب رأس المال الذي….

إيلاديا: سيأتي رأس المال، إنها مسألة أيام… أو أسابيع.

ألفريدو: إذاً، إذا وافقت يا سيدتي على دعم هذا المشروع، فإن الحي المكون من عشرين منزلاً سيُسمى حي السيدة إيلاديا.

نتاليا: إذا رأيت الرسومات، فمن المؤكد أنكِ ستتحمسي.

ألفريدو: لماذا لا تصعدين معنا إلى المنزل قليلاً لتطلعي على الرسومات؟

بيلين: فلتصعدي يا سيدة إيلاديا، فلتصعدي.

إيلاديا: كنت لأصعد بكل سرور، لكن معدتي خاوية الآن ويجب أن أذهب للمنزل لأتناول شيئا، وفى الطريق سأعبر على مصنع السجاد لانتقى السجاجيد الخاصة بي.

نتاليا: سيكون لديك الوقت لكي تختاري السجاجيد، فلتصعدي معنا إلى المنزل يا سيدة إيلاديا وشاركينا في البائييا([3]) المتواضعة التي سنأكلها اليوم.

إيلاديا: البائييا على وجه الخصوص هي أكلتي المفضلة، أقبل الدعوة.

ألفريدو: وبعد أن تشاهدي المنازل الاقتصادية سأعرض عليك مشروع الكاتدرائية التي تجمع بين الطراز القوطي والمد جن.

إيلادييا: (وهى تنهض) أتقوم أيضاً بتصميم كاتدرائيات؟

ألفريدو: توجد أفكار لكل شئ.

نتاليا: ولديه مشروع لضريح عظيم.

إيلاديا: هذا المشروع يناسبني، لأنني أفكر في انه من الواجب أن تستريح عظامي وعظام عائلتي في ضريح نبيل ومزخرف.

نتاليا: هيا يا سيدتي.

الفريدو: (مُعطيها ذراعه) فلنصعد إلى الأعلى.

إيلاديا: (باحتفالية) فلنغادر. (يذهب كل من نتاليا وألفريدو والسيدة إيلاديا).

بيلين: (تتخذ جانباً وهى تراهم يخرجون) يا للسيدة إيلاديا المسكينة، إنها تخترع كل هذه القصص لكي يدعوها أحد على الطعام لتسد جوعها، لقد هرب زوجي منها بأعجوبة!

المشهد الخامس

بيلين وبيليجرين

بيليجرين: (يدخل من جهة اليمين) هل ذهب السيدة الوقورة؟

بيلين: لقد ذهبت للتناول الطعام مع نتاليا. و أنتَ، هل استرحت؟

بيليجرين: قليلاً، فرأسي مليء بأشياء تشغله.. تأتى على خاطري الأفكار الأكثر عبثية، رؤى…

بيلين: جيدة أم سيئة؟

بيلين: من هذا وذاك، سأعمل فهذه هي الحقيقة الوحيدة، العمل حتى الموت. (يأخذ في يده إلازميل ويضع العدسة في إحدى عينيه).

بيلين: الصبر.

بيليجرين: فلتذهبي للمطبخ، وليكون الطعام جاهزاً في وقته.

(تذهب بيلين).

المشهد السادس

 بيليجرين وكروثيتا.

بيليجرين: سأحفر على هذه اللافتة… (يضرب الجرس) من ُتراه يكون؟

(تدخل كروثيتا وهى سعيدة وتلهث ) ماذا بكِ يا صغيرتي؟

كروثيتا: (تمشى في دوائر على خشبه المسرح) آه، يا للسعادة!

بيليجرين: هل أتيت من بيت =دوناتو؟

كروثيتا: نعم

بيليجرين: وهل أعطاك شيئاً لي؟

كروثيتا: لا.(وهى في غاية السعادة والغبطة) آه يا والدي! آه لو تعرف ما أتيت لك به!

بيليجرين: (بصبر نافذ) فلتخبريني سريعاً أيتها المجنونة الصغيرة. تعالى هُنا. ما هو هذا الذي تحضرينه لي؟

كروثيتا: (تجلس على ركبتي أباها وتعانقه وتهمس في أذنه) يا والدي، ستصبح غنياً جداً.

بيليجرين: (ناهضاً) أيتها الصغيرة، كفاك لعباً، وأشرحي لي فوراًُ ما تقولينه.

كروثيتا: (ببطء) سيُعطونك… انتظر حتى أتذكر… ثلاثة ملايين بيزيتا

بيليجرين: ماذا تقولين؟ هل حلمتي بهذا أم ماذا؟

كروثيتا: إن الحُلم شئ والسماع شئ أخر.

بيليجرين: آه! لقد سمعتي هذا الكلام؟ ممن؟

كروثيتا: في بيت دوناتو سمعت محادثة بينه وبين سالومون. لقد كانا يتحدثان بصوت خفيض، ولكن بما أنني أتمتع بسمع رهيف… رهيف جداً..

بيليجرين: وفى هذا الحوار، هل ذكروا أخي خاكوبو؟

كروثيتا: نعم، وقد قالا أنهما باعا منازل مملوكة للعم خاكوبو في مدريد، وأن العم سيأتي إلى ُهنا لكي يُعطي لك النقود..

بيليجرين: (في غاية الإثارة) هذا ليس حقيقياً، يا صغيرتي. ليس حقيقياً ولكنى يتوجب عليه أن يكون كذلك. (بقوة أكثر) يجب أن يكون حقيقياً!

كروثيتا: وهو فعلاً كذلك. إن سمعي لا يخدعني.

بيليجرين: فليبارك الله في سمعك. (يُقبلها بشغف، وينطلق في حركة مستمرة في كل أنحاء خشبة المسرح محركاً ذراعيه صانعاً حركات عديدة ومصدراً أصوات عالية) مالك لكل هذه الأموال… آه، آه! هل هي حقيقة يا إلهي! سأعطى لنفسي سعادة أن أجعل من ثروتي مشاعاً لكل من المحتاجين، ولكل الطبقات العاملة ، يا للسعادة! سأصبح أكبر فاعل للخير في كل الإنسانية.. من كان ليخبرني بأن هذا سيحدث! سأبنى أثنتا عشرة..، خمسة عشرة مدرسة عظيمة لا مثيل لها في مدريد، سيدرس فيها الأطفال على أيدي أفضل المعلُمين، وسيلعبون في الحدائق، سأنشئ أربعة صالات طعام عامة لكي يأكل فيها الجوعى حتى يشبعوا.

كروثيتا: فليكونوا عشرون، وحتى هذا العدد يبدو لي قليلاً.

بيليجرين: إذا عشرون صالة للطعام ومائة منحة زواج لآنسات لكي يتمكن من الزواج من عمال شرفاء. (رافعاً صوته) ومنازل رخيصة للعائلات المتواضعة.(يصرخ بقوة) وبيوت للمُسنين.

إن بيليجرين لا يُريد شيئاً لنفسه، كل شئ من أجل الآخرين.(تدخل بيلين، مفزوعة من الصرخات التي يُطلقها زوجها).

المشهد السابع

نفس الأشخاص مع بيلين، وبعد ذلك نتاليا، السيدة إيلاديا وألفريدو.

بيلين: ماذا بك يا بيليجرين؟ هل جُننت؟

بيليجرين: (أكثر إثارة من ذي قبل) لا أريد شيئاً لي، لا أريد شيئاً من أجلى: كل شئ للشعب المُحتاج!

بيلين: لكن، أهدأ. إنك تقلق الجيران.

بيليجرين: قلق . نعم، يا سيدتي فليسمعني كل الحي، وكل مدريد

نتاليا: (تدخل مفزوعة، وخلفها ألفريدو ومعه تصميمات في يده والسيدة إيلاديا ومعها تصميم أخر) لماذا هذا الصياح؟

بيليجرين: إنها سعادة رجل قد أختاره الله ليوفر رغد العيش للطبقات الكادحة.

ألفريدو: (بحيوية) إثناء هبوطنا من المنزل، سمعنا حضرتك وأنت تتحدث بحرارة عن منازل رخيصة للعمال. وبالتحديد هذه الخرائط التي أحضرتها الآن هي خرائط الحي الذي صممته للمنازل الرخيصة والذي سترعاه السيدة إيلاديا.

بيليجرين: (بعد أن نظر بسرعة وعدم تركيز للخرائط، استمر في تحريك يديه) لا أريد شيئاً لي، كل شي للشعب!

إيلاديا: يا صديقي بيليجرين، مما أرى، يبدو أنك أيضاً تستحق التهنئة مثلى. وأنا أكل في بيت نتاليا قد سمعنا صرخاتك. سأرعى المنازل الرخيصة، وبالإضافة لذلك فأنا سعيدة جداً بالقصر الذي صممه ألفريدو، والذي قدر لتكلفته خمسمائة ألف بيزيتا. إذا كنت تريد أن نقتسم التكلفة معاً، فسنقيمه لكي تعيش فيه أسرتينا معاً.

بيليجرين: (مُحتقراً النظر للتصميم) إليك عنى فيما يختص بالقصور يا سيدة إيلاديا! لعائلتى المتواضعة يكفيني واحدة من المساكن الاقتصادية.

بيلين: (تنتحي بنتاليا جانباً) لكن، هل فقدوا صوابهم؟

نتاليا: السيدة إيلاديا دائماًَ ما كانت هكذا.

ألفريدو: إذا كنت تُفضلين الطراز الشبه كلاسيكي عن طراز عصر النهضة، فمن الممكن أن أعدل التصميم من أجلكِ.

بيلين: (موجهة الحديث لابنتها) يبدو لي أن زوجك أيضاً ليس في حالته الطبيعية.

إيلاديا: (موجهة حديثها لبيليجرين) ما هو الطراز الذي يجب أن أفضله لمسكني الفاخر؟

بيليجرين: طراز حازم، بسيط وعملي . يا ألفريدو الصغير، فلتتولى منذ الآن بتصميم عشرين مدرسة متضمنة الحدائق ودورات المياه والمطاعم ومنطقة الألعاب البدنية، الخ، الخ

(دوناتو، الذي ظهر عند الباب منذ دقائق، مذهولاً من الهرائات التي يسمعها، كروثيتا تذهب نحوه).

المشهد الثامن

نفس الأشخاص ودوناتو

كروثيتا: سيد دوناتو. لقد أخبرت والدي أنه سيُصبح غنى.

دوناتو: ومن أين قد خرجت بهذا الاستنتاج .

كروثيتا: مما سمعته في منزلك عند ما كنت تتحدث مع سالومون.

دوناتو: (مُتقدماً) الآن فقط أدرك التحول الذي حدث في هذا المنزل (أخذاً بيليجرين من ذراعه وذاهباً به نحو المقعد الذي يجلس عليه ليعمل) وأنت يا بيليجرين، كيف تصدق هذه الصبية التي تحكى الترهات التي تحلم بها وكأنها حقائق؟ (تجهم عام)

بيلين: (تمسك بكروثيتا، كما لو كانت ستعاقبها) هذه الحمقاء هي التي فعلت هذا بوالدها، أنت دائماً تحلمين.هل تحلمين بالصندوق الصغير من الفضة الذي وعدك به سالومون؟

كروثيتا: بعدما سمعت، فأنا أحلم بصندوق من الذهب.

دوناتو: (موجهاً حديثه لبيليجرين الذي يبدو كالمذهول الذي لا يستطيع أن ينطق بكلمة واحدة) لا يعيش الإنسان بالأوهام. اجلس يا سيدي، وأعمل في ما أوكلته إليك من عمل. (يأخذ الأزميل ويضعه في يديه). وأنت يا سيدة إيلاديا خُذي عشرة بيزيتا، وإذهبي إلى منزلك، فإذا حصلتي على الإرث فلن تلزمك قصوراً قوطية أو كلاسيكية أو سُليمانية[4].

إيلاديا: (بعد التلعثم والبكاء، تأخذ النقود) شكراً يا دوناتو، لكنني، بعد إذن هؤلاء السادة، سأبقى لانتظر السيد سالومون، الذي وعدني أن يكون مديراً لأعمالي…مديراً لأعمالي.

دوناتو: (لنتاليا وألفريدو) وأنتما فلتجمعا تصميماتكما، ولا تأتيا لكي تُخرجا هؤلاء الناس المساكين من عقولهم دافعين بهم لتلك المساحات الوهمية.

ألفريدو: (بمزاج سيئ، يجمع تصميماته) إنني أعمل من أجل الجمهور، لقد فهمت أن حماي قد ربح اليانصيب وان السيدة إيلاديا قد حصلت على إرثها.

دوناتو: أحلام، قصور في الهواء، يجب أن نعيش في الواقع، بيليجرين، هل فهمت ما يتوجب عليك فعله؟ (مُعطياً له يافطة)

بيليجرين: (مُتلعثماً) ماذا.. ماذا سأنقش الآن

دوناتو: هذه الجملة التي أوكلها لي أحد المشاهير: «فلتنتظروا أيها البؤساء»[5].

بيليجرين: (مرتعداً، يقرأ، والأزميل في يده) انتظر.. بؤ… بؤساء….

دوناتو: الجملة تعنى : انتظروا أيها المساكين.

نتاليا وألفريدو: وهذا ما نفعله.

إيلاديا: ننتظر حالمين.

كروثيتا (تتسلل بالقرب من والدها، وتقول له في إذنه) يا أبى، ليس حُلماً، إنها حقيقة ما أخبرتك به .انتظر، انتظر.

بيليجرين: (متلعثماً) أنا أنتظر.. لا أريد شيئاً من أجلى، كل شئ من أجل الشعب، من أجل المساكين وها أنا أنقش تلك العبارة (فلتنتظروا أيها البؤساء).

المشهد التاسع

نفس الأشخاص وسالومون الذي يدخل من جهة اليسار. إن حضوره يثير حالة من الفضول والترقب

سالومون : (ناظراً بتمعن للسيدة إيلاديا) هل ما زلت هُنا يا سيدتي ؟

إيلاديا : (بحفاوة) إنني انتظرك يا سيدي. هل اعتبر أننا اتفقنا أن تتولى شئوني.

سالومون : عندما يكون عندك شيئاً يستدعى الإدارة حتى ذلك الحين أنا سأعطيك ما يُشغلك حتى لا تعيشين في الأوهام. وأنت يا بيليجرين، ها أنا أراك تعمل : هذا هو الصواب بعينه، رائع.

بيليجرين : نعم ، أقوم بالنقش على المعادن، كالعادة.

بيلين : فنحن في شدة الاحتياج. يا صديقي سالومون، فصاحب المنزل يًلح علينا في دفع الإيجار.

سالومون : حسناً، الآن من تًطلقون عليه سالومون البخيل سيقوم بعمل ينم على الكرم، وسيقوم بدفع إيجار المنزل بالكامل بدلا من إيجار الغرفة التي يسكنها. سأدفع إيجار لصاحب المنزل .

بيلين : شكراً، يا سيد سالومون. لقد كُنا نعتبرك شديد البُخل.

كروثيتا : ما قُلته لك هو الحقيقة يا أبى. انتظر … انتظر .

سالومون : (لـ نتاليا والفريدو) ولكم أيضاً، أيها الحالمين التُعساء، سأقوم بتسديد الإيجار.

دوناتو : لقد قُلت لألفريدو بالفعل أن يترك تصميم القصور والأضرحة وأن يُذاكر دروسه لكي يُتم دراسته.

بيلين : (التي تذهب إلى المطبخ وتعود) ألن نأكل اليوم في هذا المنزل ؟ إن الطعام سيبرد. سالومون، هل ستأكل معنا، يا سيدي ؟

سالومون : لا ، يا سيدتي : لقد أكلت بالفعل في منزل دوناتو .

إيلاديا : إذاً، بما أنك لن تأكل سأكل أنا بدلاً منك (ضحكات).

كروثيتا : تعالى، يا أبى معي. فأنت مُنهك القوى.

بيليجرين : لقد نقشت بالفعل .. انتظروا.. ، وبعد ذلك سأنقش بؤس…، بؤساء.

كروثيتا : هيا، يا والدي. لم يكن حُلماً، إنها حقيقة وسترى. (يخرج الجميع، وفى مؤخرتهم بيليجرين وكروثيتا).

المشهد العاشر

سالومون ودوناتو

دوناتو : بعد أن تم بيع منازل خاكوبو مندروجو ستحصل أنت على خمسون ألف بيزيتا كعمولة، وستعطيني نصف المبلغ وهو ما أشكرك من أجله، كما أشكرك أيضاً على تخصيص جزء من المبلغ للمساهمة في تحسين أوضاع هؤلاء المساكين. ولكن بقى السؤال المهم، ماذا ستفعل بالـ الثلاثة ملايين بيزيتا ؟ هل سترسلها لبوينوس أيريس؟

سالومون : ليس هناك خيار أخر أمامي. سأذهب إلى «البنك الإسباني لنهر الفضة» الذي أودعت فيه المبلغ لأقوم بتحويله على الفور.

دوناتو : يا للخسارة، ألا تذهب هذه الثروة لهذا المسكين الطيب بيليجرين.

سالومون : لا يمكن أن تكون له، لأنه على الرغم من دروس البُخل التي أعطيها له، لا يتوقف عن تصرفاته بل أنه يزيد كل يوم إسرافاً وتبذيرا. إن خاكوبو مندروجو عندما خول لي هذه السلطة، اشترط على الالتزام بهذا الأمر، وليس أمامي اختيار سوى الالتزام به.

دوناتو : أن يحرم أخاه من الميراث. يا للقسوة ! وبما أنه بعيد كل  هذا البُعد، ألا تستطيع أن تُخبره أن بيليجرين قد تغير حاله؟

سالومون : لا، ففي استطاعته أن يأتي هُنا، لكي يتأكد بنفسه ويرى بعينه كل شي.

دوناتو : إذاً، فماذا نستطيع أن نفعل ! ، ما باليد حيلة ! فلترسل المال لهذا الرجل. (يدق جرس الباب).

سالومون : سأرسله له، وأتمنى أن تقضي عليه سعادة تلقيه خبر تحقق خطته الشريرة، وأن يذهب إلى الجحيم .

المشهد الحادي عشر

نفس الأشخاص وكروثيتا، التي تدخل حاملة تلغرافا في يدها.

كروثيتا : تلغراف من أجلك يا سيد سالومون.

سالومون : (فاتحاً الورقة) أنه تلغراف من بوينوس أيريس، من المؤكد أنه من ذلك الرجل يطلب فيه المال.

دوناتو : (بينما يفتح سالومون التلغراف) كروثيتا، هل يتناولون الطعام ؟

كروثيتا : نعم ، يا سيدي .

دوناتو : إذاً فلتذهبي لتأكلي، أم أنك تُفضلين أن تبقى هُنا لتستمعي لما نقول، لكي تحكينه بعد ذلك على هواك ؟

كروثيتا : أفضل أن أبقى هنا لأسمع ما تقولون ، وإذا كان شيئاً ساراً، سأخبر به والدي لكي أدخل السعادة على حياته.

سالومون : (تبدو عليه علامات الذهول بعد أن قرأ التلغراف) فلتبقى يا كروثيتا.

دوناتو : ماذا حدث ؟ (يقوم بقراءة التلغراف الذي يضعه سالومون في يده ) «لقد توفى خاكوبو مندروجو فجر هذا اليوم» والآن ماذا ؟

سالومون : كروثيتا ، تعالى هُنا . (يمسك بيدها) هل ستفعلين ما أقوله لك ؟

كروثيتا : (تريد أن تهرب من قبضة سالومون ) اتركني، يا سالومون !

سالومون : لا، انتظري قليلاً . لا تتحدثي مع والدك عن هذا التلغراف الذي يُخبرنا بوفاة عمك خاكوبو. اخبريه فقط أن الحُلم الذي أخبرتهِ به هو حقيقة، وأنا ودوناتو سنكون هنا لكي نؤكد ذلك. هل ستفعلين ما أقوله لك ؟

كروثيتا : سأفعل ما تأمرني به. إنك طيب جداً ا سيد سالومون، إنك مبعوث العناية الإلهية لنا

سالومون : وأنتِ أحلى ما في عائلتك. (يترك يدها) اذهبي الآن.

كروثيتا : (تذهب وهى تصرخ) والدي، والدي.

دوناتو : إذاً، وفقاً لهذا التصرف فقد قررت أن تُعطى لهذا التعيس…

سالومون : العائد من بيع المنازل سوف أسلمه له وبدون أي نوع من تأنيب الضمير، وبدون الخوف من أن يأتي ذالك البخيل المتوحش ليحاسبني. فبعد أن مات الوحش، فليأتي من الجحيم لكي يتقصى عما إذا كان أخاه يماثله في البُخل والبشاعة أم لا.

المشهد الثاني عشر

نفس الأشخاص، وبيليجرين وكروثيتا وبيلين ونتاليا وألفريدو والسيدة إيلاديا التي تدخل من جهة اليمين.

بيليجرين : (مُرتبك، يرتعد وهو يتلعثم) سالو.. سالومون، ما هذا، ما هذا الذي تقول الفتاة ؟

سالومون: ليس حُلماً، بل هو حقيقة. إذ قيمة المنازل التي كان يملكها أخوك في مدريد وهى التي تصل إلى ما يقرب من أربعة ملايين بيزيتا هي ملكّ الآن، وهذا المبلغ موجود في البنك الإسباني لنهر الفضة تحت تصرفك (عندما يقول سالومون هذا، تدخل بقية الشخصيات، حيث تبقى لبعض الوقت صامتة من شدة الاندهاش) بيليجرين، لقد أصبحت غنى يا رجل.

بيليجرين : آه يا أخي! كانوا يقولون أنه بخيل (مُعانقاً سالومون) لا أريد شيئا لي، كل شي للمحتاجين.

دوناتو : الآن، يا بيليجرين ، فلتستفيد من دروس الاقتصاد التي أعطاها لك هذا الصديق، فلتكن خيراً، وليس مُسرفًا.

بيليجرين : (مهلوساً) عشرون مدرسة متعددة المراحل.

سالومون : خفض، خفض.

بيليجرين : لن أخفض، وحتى هذا العدد يبدو لي قليلاً.

سالومون : (يتحدث جانبيا) ليس هناك وسيلة لإصلاحه. وعلى رأس واحدة من هذه المدارس، يجب أن تضع السيدة المرموقة إيلاديا دى لا سيردا، والبوركيريكى.

إيلاديا : (بسعادة، تُقبل يده) شكراً يا صديقي.

بيلين : وستتولين المنصب يا سيدتي حتى تحصلين على الميراث.

إيلاديا : إن موضوع الميراث هذا ما هو إلا وهم . آه ! لو لم تكن هناك أماني وأوهام لكنت قد مُت.

بيليجرين : ثلاثون منزلاً اقتصادياً للعمال الشرفاء.

ألفريدو : ها أنا ذا هنا لكي أقوم ببنائها.

نتاليا : لا، دعك من البناء، فوالدي سيتكفل بنفقات دارستك للهندسة.

بيليجرين : نعم، وهو كذلك، والآن، شي آخر. عشرة مطاعم عامة، يجد فيها الفقراء الطعام مُتاح مرتين في اليوم . إن لدى مهمة سماوية وهى توزيع الثروة بالتساوي . يجب إن أقضى على المشكلة الاجتماعية عن طريق الوصول إلى مستوى معيشة متوازن بين طبقات المجتمع المختلفة. إنني أقترب من حل تلك المشكلة الرهيبة. إذا كان دائماً سيكون هناك فقراء وأغنياء، فأنا أريد أن أخذ من الأغنياء بعض مما يفيض عن حاجتهم واعطيه للفقراء لسد بعض من احتياجاتهم.

الجميع : حسناً، حسناً (يُصفقون)

بيليجرين : لا تصفقوا لي، لا أريد شيئاً لنفسي. سأنهى أيامي وأنا أعيش حياة متواضعة وأنا أراقب الآثار الصحية الناشئة عن التوزيع العادل للثروة التي وضعها الله بين يدي . والآن ما زال هناك أمر آخر: مائة منحة لآنسات فقيرات لكي يستطعن الزواج من شبان شرفاء.

سالومون : احذر يا بيليجرين . لقد كنت معتدلاً حتى هذه اللحظة ولكن الآن قد بدأت في المبالغة.

بيليجرين :لماذا؟

سالومون : لأن المال الذي تفكر أن تخصصه يا سيدي لتلك المنح المائة الموجهة للزواج يجب أن تخصصه لزواج واحد وهو زواج إبنتك كروثيتا، عروس العائلة.

الجميع: فعلاً ، فعلاً.

بيليجرين: لم يتبادر ذلك لذهني.

سالومون: نعم، فأنت لا تنتبه للكثير من الأشياء، إلا عندما ألفت نظرك إليها بنفسي.

بيليجرين:يا كروثيتا، يا ساحرة هذا المنزل.من بين المئة منحة ستكون هناك واحدة مخصصة لك.

بيلين: يا إبنتي، أتريدين أن تتزوجي؟

كروثيتا: نعم.

 بيليجرين: ومن تفضلين كزوج من الرجال الذين تعرفينهم؟

كروثيتا:(بخجل) لا أعرف.

نتاليا: فلتقولي يا فتاة.

كروثيتا: إذا…سالومون.

سالومون: هذه هي فتاتي.

إيلاديا: ولكن العمر غير مناسب. فسالومون لا تنفعه طفلة ، بل امرأة ناضجة.

سالومون: يا سيدة إيلاديا ، دعك و السيدات الناضجات أو منتصفات النضج.

بيليجرين: فاتقولي يا كروثيتا ، ما هو الشيء الذي أعجبك في سالومون لكي تُفضلينه؟

كروثيتا: أُفضله لأنه هو من أحضر لنا السعادة ، و أريد أن أربطه بعائلتنا للأبد.

سالومون:حسناً جداً.

بيليجرين:وأنت يا سيد سالومون ، ما هي المميزات التي وجدتها في هذه الفتاة؟

سالومون: إن كروثيتا طيبة القلب و عطوفة وفي نفس الوقت تحتفظ بمدخراتها في صندوق خاص:إنها تناسبني.سنكون سعداء. (الكل يتجمع حول زوجي المستقبل السعيدين)

دوناتو: بهذه الخاتمة ستتحقق إرادة خاكوبو.

بيليجرين: لا أريد شيئاً لنفسي، كل شيء من أجل الشعب.

سالومون: ليس سيئاً يا بيليجرين أن تتقاسم ثروتك مع الطبقات الكادحة، ولكن عليك أن تحتفظ دائماً بما تحتاجه لكي تعيش أنت أيضاً حياةً كريمة.

بيلين:  هذا هو الكلام. هذا هو الكلام.

كروثيتا:سيتولى زوج المستقبل إدارة مستقبل هذه الأسرة.                 

سالومون: نعم، نعم يا كنزي: صندوق مدخراتك وقلبك ينتمون لي.تعالي هُنا.(يُعانقها بحرارة)

يا لسعادة تلك اللحظة التي قُلتِ فيها:» أريد أن أتزوج البخيل سالومون».

(سِتار)


[1] هناك نظير في اللغة العربية لاسم Salomón  وهو سُليمان ، وذلك نظراً لورود ذلك الاسم في الكتب السماوية عند الاشارة للنبي سُليمان الحكيم –ابن نبي الله داود- ،و لكن رغبة من المترجم في عدم تشتيت القارىء بذكر اسماء بعض شخصيات المسرحية بنظيرها العربي وذكر باقي الاسماء كما هي في اللغة الاسبانية –نظراً لعدم وجود مقابل لها في لغتنا العربية- فقد تم الالتزام باستخدام الاسماء كما تُنطق في اللغة الإسبانية ، وذلك لكي يشعر القارىء بالأختلافات الثقافية والاجتماعية التي يحتوي عليها العمل. 

[2] اسم Salomón هنا يجب ترجمته إلى المقابل في اللغة العربية وهو سليمان لأنه يشير إلى حِكَم النبي سُليمان.

[3]              (la paella ) أكلة أسبانية تقليدية تتكون من الأرز والخضروات وقطع من اللحم أو الدجاج بالإضافة إلي أصناف متنوعة من المأكولات البحرية.

منسوب إلى نبي الله سُليمان.  [4]

[5] في النص الأصلي العبارة مكتوبة باللغة اللاتينية وهو ما يجعلها صعبة الفهم والقراءة بالنسبة لبيليجرين (ملحوظة خاصة بالمُترجم)

  • Related Posts

    Política menuda, por Pérez Galdós

    Madrid, diciembre de 1885 I Contra las previsiones, la tranquilidad más completa reina en el país, y por el momento no hay ni siquiera síntomas de que esta dichosa tranquilidad se turbe. Continua el Gobierno de la Reina Regente luchando…

    Diwan Mayrit: puente cultural entre España y el Magreb, traducción de Mostapha ZIAN

    La editorial «Diwan Mayrit», destacada en el ámbito literario y académico, se ha establecido como una referencia en el intercambio cultural entre el norte de África y Oriente Medio, centrándose especialmente en las ciencias humanas y sociales. Fundada en el…

    Deja una respuesta

    Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *

    ARTÍCULOS

    Coloquio Internacional: reconceptualizar el bienestar: exploraciones literarias y artísticas. Instituto Universitario de Estudios Africanos, Euro-Mediterráneos e Iberoamericanos

    Coloquio Internacional: reconceptualizar el bienestar: exploraciones literarias y artísticas. Instituto Universitario de Estudios Africanos, Euro-Mediterráneos e Iberoamericanos

    Del colonialismo al imperialismo

    Del colonialismo al imperialismo

    Mujeres por el desarme en 1930

    Mujeres por el desarme en 1930

    Diwan Mayrit: puente cultural entre España y el Magreb, traducción de Mostapha ZIAN

    Diwan Mayrit: puente cultural entre España y el Magreb, traducción de Mostapha ZIAN

    El periódico “La Solidaridad”

    El periódico “La Solidaridad”

    La IA en la educación: oportunidades y desafíos en un mundo en cambio

    La IA en la educación: oportunidades y desafíos en un mundo en cambio

    “El Clamor Público”: un periódico progresista

    “El Clamor Público”: un periódico progresista

    Galdós en el mitin del Jai-Alai del primero de mayo de 1910

    Galdós en el mitin del Jai-Alai del primero de mayo de 1910

    Cuando el integrismo cargó contra el monumento madrileño de Juan Valera

    Cuando el integrismo cargó contra el monumento madrileño de Juan Valera

    Entrevista a Rosa Amor, directora de Isidora revistas

    Entrevista a Rosa Amor, directora de Isidora revistas

    Las mujeres en su sitio

    Las mujeres en su sitio

    Hommage à Mohamed Sektawi : gardien de secrets et poète de la résistance

    Hommage à Mohamed Sektawi : gardien de secrets et poète de la résistance