
بينيطو بيرث غالدوس
ماريانيلا
ترجمة : عمر بوحاشي
الوهم يقتل
تقديم د. محمد الدغمومي
قد يكون بنيطو غالدوس( 1843 ــ 1920 ) كاتبا غير معروف لدى القارئ العربي وقد يكون بعض مؤرخي الرواية العالمية لم يعيروه الاهتمام أو المكانة التي يستحقها. إلا أنه مع ذلك يظل روائيا كبيرا وعلامة كبيرة في الحياة الأدبية آواخر القرن التاسع عشر.
وروايته التي نحن نقرأها الآن » ماريانيلا » تؤكد مما لا يدع مجالا للشك أنه روائي متمكن من صنعته، ومن ارتباطه بالرواية الواقعية التي سادت خلال القرن التاسع عشر، والرواية الفرنسية على وجه الخصوص، حيث وهو أمر مفهوم ما دام غالدوس كان مطلعا على أعمال بلزاك وزولا وهوجو حين كان مقيما بباريس في فترة كانت أوج الرواية الواقعية.
لذلك حين نقرأ رواية » ماريانيلا » التي أنجزها غالدوس ـــ كما يثبت ذلك وهو ينهي سرده لحياة نيلا سنة 1878 ـــ أي في وقت كان النقاش حادا حول الرواية الواقعية، والواقعية الطبيعية. وحول وظيفة الرواية في خدمة الإنسان وتعرية أسباب المشاكل الاجتماعية والبؤس والفقر واختلال العلاقات البشرية. أي أنها رواية بحث ورواية أطروحة تكتب في سياق النظريات الاجتماعية والعلمية. ولم تكن ميالة إلى الخيال ولا إلى الكذب الرومانسي، بل كانت تبحث عن حقائق يعيشها الناس وهم يسلكون الطرق المؤدية إلى القوة والعدالة ويترجمون الطبيعة البشرية ويكتبون التاريخ الذي لا يقترب منه المؤرخون الأكاديميون.

ورواية ماريانيلا، واحدة من روايات القرن التاسع عشر، بقدر ما ترشح فيها ظواهر وعناصر وقضايا من تلك الروايات، فهي تساهم في إعطاء الرواية الإسبانية مكانة بين هذه الروايات. ففيها شيء من بلزاك وزولا وهوجو… وقد تمكنت من تشرب كل ذلك بخلق نموذج إنساني يسمح بالكتابة عنه باعتباره حالة إنسانية تستحق البحث عن تكوينها وعلائقها ومصيرها. إنه نموذج تمثله الشابة البئيسة اليتيمة الدميمة ماريانيلا التي لا بيت لها ولا فراش وتعيش خادمة تنام بين السلال في بيت أسرة ثنطينو البئيسة.
وحين نقرأ فصول الرواية يتبين لنا أن المؤلف غالدوس جعل من السارد ساردا باحثا. عليما. يجوس داخل النفوس. وواعيا بفعل السرد. ويتمكن من شرح الأفكار والمواقف ويذكر ويتذكر الفعل وما قبل الفعل الذي يسرده. وكذلك يسمح بقراءة النص من منظور الميتانص، أو الميتاسرد. لكن هذه القراءة ليست الأهم ما دامت رواية الأطروحة ليست رواية شكل بل رواية قضية تستدعي الوعي بها من خلال ما يقدمه المؤلف من خلف قناع السارد ويترك مادته مبثوثة خلال فصول الرواية. بمعنى أن رواية ماريانيلا يمكن أن تقرأ قراءة تربوية تعالج أسباب البؤس والجهل. تصل بنا إلى القول إن العلم هو طريق إخراج الناس من الفقر والجهل إلى عالم النور. وهذا ما يشخصه أحد شخوص الرواية ( الدكتور غولفين ) مع بابلو ابن أسرة مرفهة. لكنه أعمى احتاج إلى علم الدكتور وخبرته لإجراء عملية أعادت إليه نعمة البصر وحررته من ظلمات العمى التي ولدت معه وكبرت. كما يريد الدكتور غولفين الشيء نفسه حين أراد إعادة تربية ماريانيلا لكي تسترجع إنسانيتها بإخراجها من عالم البؤس الحيواني.
إضافة إلى ذلك يمكن أن نقرأ الرواية قراءة فلسفية اجتماعية ، حين تمتحن السلوكات بردها إلى قوة الإرادة والعزم. فالتقدم وتغيير الأوضاع يحتاج إلى الإرادة والعزم وامتلاك المعرفة.
كما أن النص يستدعي قراءة فلسفية تجمع جملة الأفكار والمواقف والمفاهيم المتعلقة بموضوعات الله، والجمال والخير والموت والحب والانتحار والحقيقة.
وإذا كانت الرواية من حيث هي رواية واقعية، تجري وقائعها في قرية بشمال إسبانيا (سوكارطس) تعيش على حافة منجم أحال حياة الناس الطبيعية إلى حياة أشباح ورعب وبؤس. فإن الرواية تزرع في هذه القرية ( سوكارطس ) طبيعة شاعرية ورومانسية ، تعكسها العيون المبصرة والعمياء ، وعيون السارد معا. مما خلق في النص الروائي جوا من الجمال تتحرك فيه النجوم والأزهار والحيوان والصخور والضوء. مما خفف من ثقل واقع البؤس ، ومن بؤس الوصف الواقعي الجامد. ولكن كل ذلك لم يمنع من إنهاء النص بحدث الموت، موت » ماريانيلا » التي أحبها بابلو الأعمى ( التي كانت دليله ) وأحبته ، ورآها جميلة في نفسه. وأحبتها ابنة عمه فلورنتينا التي وجدت نفسها مرشحة للزواج ببابلو بحكم العلاقة الأسرية والوضع المادي للأسرة. مما صدم » نيلا » وقررت الانتحارهروبا من نفسها ومن دمامتها بعد أن تأكدت أن بابلو لن يمنحها في الأخير إلا الشفقة ، وماتت كمدا. ومرضت بالموت ، بالحقيقة التي أصابتها بالموت. ولم تتمكن سوى من نيل بعض الشفقة، حيث بنى لها أهل سوكارطس ضريحا فخما ومنحوها اسما عائليا لم يكن لها. وصنع الغرباء حولها أسطورة لم تكن أسطورتها. بل أسطورة امتزجت فيها أخبار أناس مجهولين آخرين.
تـــائه
غربت الشمس، وبعد الغسق القصير هبط الليل الدامس الهادئ ، وفي حضنه الأسود ماتت شيئا فشيئا آخرهمهمات الأرض الغافية ،تابع المسافر طريقه إلى الأمام حاثا خطواته بقدر ما يتقدم الليل. كان يسير في طريق ضيق من تلك الطرق التي يرسمها وط ء أقدام الإنسان والحيوان ، وكان يصعد دون كلل فوق هضبة على جوانبها انتصبت مجموعة من أشجار الكرز والزان والبلوط. ( وهذا يعني أننا في شمال اسبانيا ).
كان رجلا متوسط العمر، ذا بنية قوية،حسن القامة، عريض الظهر، صارم الحركات، ثابت الخطوات، خشن الملامح، نظرته حية جريئة، سريعا رغم بعض بدانته، ( ولنقلها مرة واحدة رغم أنه سابق لأوانه ) إنه إنسان ممتاز من جميع النواحي. كان يرتدي بذلة السادة الميسورين الذين يسافرون في الصيف، والقبعة المستديرة التي يطلق عليها لقبحها اسم الفطر، ومنظارا ريفيا معلقا بحزام وعصا غليظة يستعملها بين خطوة وأخرى لإزاحة عن طريقه أغصان العليق المملوءة أشواكا والتي تعلق بثيابه. توقف وأخذ ينظر إلى الأفق، كان يبدو قلقا ومضطربا. لا شك أنه كان غير واثق من صحة الطريق الذي يسير فيه، وكان ينتظر مرور أي قروي ليدله على الطريق الصحيح حتى يصل في أقرب وقت إلى مقصده.
«لا يمكنني أن أخطئ ـــ غمغم ـــ قالوا لي أن أعبر النهر من مكان العبور… وهكذا فعلت. بعد ذلك أن أسير إلى الأمام، دائما إلى الأمام. فعلا هناك ورائي تركت تلك المدينة الصغيرة المحترمة التي يمكنني أن أطلق عليها مدينة الوحل، نظرا للكمية الكبيرة من الوحل التي تملأ طرقها وشوارعها … إذن من هنا، إلى الأمام، دائما إلى الأمام… (تعجبني هذه العبارة بحيث لو كان لي ترس لما اخترت غيرها شعارا له) يجب أن أصل إلى مناجم سوكارطسSocartes الشهيرة».
بعد أن قطع مسافة طويلة قال:
«لقد تهت، لا شك أنني تهت… إليك يا تيودورو غولفين Teodoro Golfín نتيجة تقدمك إلى الأمام، دائما إلى الأمام. هؤلاء القرويون لا يعرفون قيمة الكلمات. إما أنهم أرادوا أن يسخروا منك، وإما أنهم أنفسهم يجهلون موقع مناجم سوكارطس. ينبغي لمؤسسة منجمية كبيرة أن تعلن عن نفسها ببنايات، ومداخن، وضجيج الجر، وزفير الأفران، وصهيل الخيول، وارتجاج الآلات، وأنا لا أرى، ولا أشم، ولا أسمع شيئا… كأنني في صحراء… يا لها من وحدة! لو أنني أومن بالساحرات، لظننت أن قدري هذه الليلة أعد لي شرف تقديمي إليهن… ياللشيطان! ألا يوجد أناس بهذه الأماكن؟… ما زال نصف ساعة كي يطلع البدر. آه يا ماكر أنت السبب في توهي… آه لو استطعت على الأقل معرفة المكان الذي أوجد فيه… لكن ماذا يفيد ـــ قال هذا وهو يقوم بحركة الرجل الشجاع الذي لا يكترث بالأخطارـــ أتجبن الآن يا غولفين وأنت الذي قمت بجولة حول العالم؟ آه! كان القرويون محقين : إلى الأمام، دائما إلى الأمام، لا يمكن للقانون العالمي للتنقل أن يخطئ في هذه اللحظة».
ومطبقا ذلك القانون الجريء سار كيلومترا سالكا الطرق التي يجدها أمامه والتي تتقاطع وتتكسر في ألف زاوية، كما لو أنها تريد خداعه ومغالطته أكثر.
بالرغم من جرأته وشجاعته الكبيرتين لم يجد بدا من أن يتوقف . لأن الطرق التي كانت تصعد في البداية بدأت تنحدر وتتداخل فيما بينها، إلى أن وصلت إلى درجة من الانحدار جعلت مسافرنا يجد نفسه في منحدر لم يستطع هبوطه إلا متدحرجا.
«موقف جميل ـــ صاح مبتسما محاولا تهوين هذا العائق بروحه المرحة ـــ أين أنت يا عزيزي غولفين؟ هذه تبدو كأنها هوة!. هل ترى شيئا هناك في الأسفل؟ لا شيء، لا شيء إطلاقا …، لكن الأعشاب اختفت، والأرض تبدو مقلوبة. كل ما هنا حجارة وأرض جرداء يصبغها صدأ الحديد… لا شك انني في المناجم…، لكن لا نسمة، ولا مداخن تنفث الدخان، ولا ضجيج، ولا صوت قطار يسمع ولو من بعيد، ولا حتى نباح كلب… ماذا سأفعل؟ ها هنا طريق يصعد من جديد، هل أتبعه؟ هل أعود من حيث أتيت؟… أعود! غير معقول! إما أنني لست من أنا أو أصل هذه الليلة إلى مناجم سوكارطس الشهيرة وأعانق أخي العزيز. إلى الأمام، دائما إلى الأمام» .
خطا خطوة وغرق في الأرض الرخوة المقلوبة.» أهكذا يا سيدي الكوكب؟ أتريد أن تبتلعني؟ لو أن ذلك البدر الكسول أضاء بعض الشيء، لرأينا وجوهنا… إنني واثق أننا من هنا أسفل لن نصل إلى أي فردوس. يبدو هذا كأنه فوهة بركان خامد… يجب أن أسير بحذر فوق هذه الهوة. ما هذا؟ آه إنها صخرة، مقعد رائع لتدخين لفافة وانتظار بزوغ البدر».
جلس غولفين مطمئنا كما لو كان جالسا على مقعد في أحد المنتزهات، وكان سيشرع في التدخين حين سمع صوتا… نعم لا شك في ذلك إنه صوت إنسان يسمع بعيدا، أنة مؤثرة، أو بمعنى آخر، أغنية حزينة، مركبة من جملة واحدة، ينخفض إيقاعها الأخير تدريجيا إلى أن ينطفئ في هدوء الليل دون أن يستطيع السمع إدراك رنينه الأخير.
«هيا ـــ قال المسافر مبتهجا ـــ الناس موجودون. ذاك غناء فتاة، نعم إنه صوت امرأة، وصوت جميل. تعجبني الموسيقى الشعبية لهذا البلد… والآن اسكت… لنستمع لا بد أن تبدأ مرة أخرى… ها هي تترنم من جديد، يا له من صوت جميل! يا لها من أغنية مؤثرة! تظن أنها تصدر من أعماق الأرض وأن السيد غولفين، الرجل الأحزم والأقل إيمانا بالخرافات والأوهام سيتعامل الآن مع الأشباح والخيال … لكن إذا لم يخني سمعي إن الصوت يبتعد … المغنية الظريفة تذهب … يا فتاة انتظري، قفي!»
إن الصوت الذي أمتع للحظة قصيرة بموسيقى جميلة سمع الرجل التائه أخذ يتلاشى في الظلمة المترامية الأطراف وعلى صيحات غولفين خبا الغناء نهائيا، لا شك أن الهوية الغامضة التي كانت تؤنس وحدته بأغاني الحب الحزينة قد أذعرها مقاطعة الرجل المفاجئة لها فهربت إلى أعمق أعماق الأرض حيث تستقر الأحجار الكريمة الشحيحة بلمعانها .
«هذا موقف إلهي ـــ غمغم غولفين، معتبرا أنه لا يمكنه أن يفعل شيئا أفضل من أن يشعل لفافته ـــ لا يوجد شر يدوم مائة عام. فلننتظر ونحن ندخن. لقد أظهرت براعتي حين أردت أن أجيء وحدي راجلا إلى مناجم سوكارطس. ربما تكون أمتعتي قد وصلت قبلي، وهو ما يؤكد بطريقة لا يمكن دحضها امتيازات إلى الأمام، دائما إلى الأمام».
هبت في ذلك الحين ريح خفيفة ظن معها تيودورو أنه سمع وقع خطوات بعيدة في أعماق تلك الهوة التي أمامه. أرهف السمع ولم يدم طويلا حتى تأكد من أن شخصا يسير هناك. نهض وصاح:
ـــ أيتها الفتاة، أو الرجل، أو كنت من تكون، هل يمكن الذهاب من هنا إلى مناجم سوكارطس؟.
لم يكد ينتهي حتى سمع كلبا ينبح نباحا شديدا، وبعده صوت رجل يقول:
ـــ شوطو Choto شوطو Choto تعال هنا!
ـــ أيها الصديق ـــ صاح المسافر ـــ يا فتى أو أيا من تكون، أمسك بسرعة ذلك الكلب فأنا رجل مسالم!
ـــ شوطو، شوطو
رأى غولفين كلبا أسود كبيرا يدنو منه، غير أنه هر أمامه ثم تراجع ممتثلا لنداء صاحبه. في تلك اللحظة استطاع المسافر أن يميز صورة رجل متسمر، كأنه دمية من حجر ويقف على بعد بضعة أمتار أسفل منه وسط طريق عرضي يبدو مرسوما على طول المنحدر بدون انتظام أو تناسق . هذا الطريق وتلك الصورة البشرية الواقفة وسطه أثارتا انتباه غولفين الذي وجه نظرة فرح نحو السماء وصاح:
ـــ شكرا لله أخيرا طلع ذلك الأحمق. الآن يمكننا أن نعرف أين نحن. لم أكن أتوقع أن يوجد بالقرب مني هذا المسلك، إنه طريق.
أهلا بالصديق الصغير أيمكنك أن تخبرني هل أنا في مناجم سوكارطس؟
ـــ نعم يا سيدي: هذه هي مناجم سوكارطس وإن كنا بعيدين بعض الشيء عن المؤسسة.
كان الصوت الذي تلفظ بهذا الكلام صوتا شابا ولطيفا، وكان رنينه يدل على أن صاحبه مستعد لتقديم الخدمات باحترام وعن طيب خاطر. أعجب الدكتور بسماع هذا الكلام، لا سيما حين لاحظ كيف أن انتشار النور في تلك الربوع التي كانت قبل دامسة قد أعاد الحياة إلى الأرض والسماء كأنما أخرجهما من العدم.
ـــ انتشر أيها النور ـــ قال وهو يهبط ـــ أظن أني خرجت للتو من فوضى البدائية. والآن نحن في الواقع… حسن أيها الصديق الصغير: أشكرك على ما زودتني به من معلومات وعلى ما ستزودني به… خرجت من مدينة فيلا موخاذا Villa mojada مع غروب الشمس قالوا لي إلى الأمام، دائما إلى الأمام…
ـــ هل أنت ذاهب إلى المؤسسة؟ ـــ سأل الشاب الغامض وهو متسمر بصرامته دون أن ينظر إلى الدكتور الذي كان قد اقترب منه.
ـــ نعم، لكن لا شك أنني أخطأت الطريق
ـــ ليس هذا مدخل المناجم، المدخل من معبر رباغونس Rabagones حيث الطريق والسكة الحديدية في طور الإنجاز. من هناك كنت تستطيع الوصول إلى المؤسسة خلال عشر دقائق، أما من هنا فسنتأخر اكثر لأن المسافة أطول والطريق سئ، إننا في آخر منطقة الاستغلال وعلينا أن نعبر بعض الممرات والأنفاق، وأن ننزل الأدراج ونجتاز الخنادق، ونصعد المنحدرات ونهبط مستوى مائلا، باختصار علينا أن نقطع مناجم سوكارطس من هذا الطرف إلى الطرف الآخر حيث توجد الأوراش ، والأفران، والآلات والمختبر والإدارات.
ـــ حسب رأيي لقد كانت غلطتي صغيرة ـــ قال غولفين ضاحكا.
ـــ سادلك على الطريق بكل سرور لأنني أعرف جيدا هذه الأماكن.
وضع غولفين قدميه على الأرض زالقا هنا ومائلا هناك إلى أن وصل إلى الطريق، وكان أول ما قام به هو تفحص الشاب الطيب. بقي برهة وجيزة تحت تأثير المفاجأة.
ـــ أنت… ـــ غمغم
ـــ نعم، أنا أعمى يا سيدي ـــ قال الشاب ـــ لكن رغم أنني محروم من البصر أعرف كيف أقطع مناجم سوكارطس من هذا الطرف إلى الطرف الآخر. والعصا التي أستعملها تقيني العثرات، وشوطو يرافقني حين تغيب نيلا Nela، التي هي دليلي. ما عليك يا سيدي إلا أن تتبعني لأقودك.

Deja una respuesta